محمد لحبيب معزوز/ يكتب: مستشفى أطار من وسط المدينة إلى خارجها

الخدمات الاجتماعية، صحة، تعليم، عمل، وجدت لخدمة السكان ولكي تخدم السكان يجب بالضرورة أن تكون وسط السكان إلا لأسباب قاهرة.
مستشفى مدينة أطار تم بناؤه والتوسع في البناء بعد ذلك من حيث المباني وسعة الإستقبال والمعدات في وسط المدينة ليكون في خدمة أبناء وسكان المدينة.
مستشفى أطار بني أول ما بني في العهد الإستعماري وفي أربعينيات القرن الماضي، فكان المكان في وسط المدينة، بين السكان لتسهيل ارتياده، فهل يعقل أن تكون الإدارة الإستعمارية أكثر إشفاقا ورحمة بالسكان من الإدارة الوطنية؟
نقل المستشفى الجهوي لمدينة أطار من وسط المدينة إلى خارجها على بعد سبعة كلمترات من وسط المدينة، هو إجحاف بالسكان واستهانة بمشاعرهم بل وبحقوقهم لما في ذلك من عنت ومشقة وكلفة عليهم وأقل ما يقال عنه أنه انعدام للتوفيق في اتخاذ القرار ودليل على اختلال في آلية اتخاذ القرار، مثله في ذلك مثل تأسيس مستشفى القلب بانواكشوط على بعد 20 كلم من وسط المدينة، فبدل الرحمة بالمرضى وذويهم، تمت التضحية بكل ذلك عن قصد وانعدام روية، فوجد أهل المدينة في ذلك غلظة وشدة لا مبرر لها في حقهم وفي حق مرضاهم، ذلك بأن الإدارة وجدت للتيسير على المواطنين لا للتعسير عليهم.
تصحيح القرار المتخذ في حق سكان مدينة أطار، مرضاهم وأصحاؤهم في العودة عن القرار الجائر، بإعادة الخدمة للمستشفى القديم وتحويل مباني المستشفى الجديد الموجود خارج المدينة إلى كلية للعلوم الطبية، ولن تعدم جهة الوصاية وهي وزارة الصحة من يتبنى تجهيز بنايات المستشفى الجديد العديدة لهذا الغرض من حيث التجهيزات والمختبرات والمدرجات والكادر الطبي التعليمي، فجهات التمويل العربية والأجنبية كفيلة بتبني تمويل تنفيذ مشروع كهذا.
قد يقول قائل، لسنا بحاجة إلى عدد فائض من الأطباء، والحقيقة عكس ذلك تماما إذ أن كافة دول العالم تتبارى وتتسابق في تجاوز بعضها في أعداد الأطباء والمهندسين من مختلف التخصصات وإن فاضوا عن حاجتهم، فذلك من مقتضيات التنمية البشرية بل ومن مقتضيات التنمية الشاملة.
لنفرض أن شبابنا الذي تحول فجأة للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الأخرى والمهددون بالترحيل في جلهم صباحا ومساء كانوا بين طبيب ومهندس، فهل كانت إدارة الهجرة الأمريكية لتستسهل ترحيلهم في ظل التناقص الحاد لدى الغرب في عدد السكان نتيجة للعزوف عن الزواج والإنحرافات الأخلاقية، وحري بهؤلاء إن كانوا من ذوي التخصصات والمؤهلات العليا أن يمثلوا دينهم وبلدهم أحسن تمثيل، ناهيك عن ما تعنيه نوعية المهاجرين من ذوي المؤهلات والمهن الحساسة من قيمة تؤمن دخلا منظورا ومعتبرا يعود على أهليهم وذويهم بالخير العميم إضافة إلى آمال أخرى عريضة مفتوحة أمام هؤلاء أقلها الأبواب المشرعة أمامهم في البحث العلمي والتعمق في الدراسة، وكل ذلل يعود على الأوطان بالنفع والفائدة.
على ممثلي سكان أطار المنتخبين العمل على تصحيح هذا الوضع الذي يمس سكان المدينة و الولاية في صحتهم ومعاشهم و إلا فان تمثيلهم للسكان في مصالحهم يصبح موضع شك و تشكيك.