أمطار موريتانيا فرصة نادرة للحكومة وهدية لشعب يعاني في عالم تهدده المجاعة في المستقبل

لا تزال الغيوم تلبد سماء العهد الجديد علي الرغم من إمضاءه أكثر من نصف المأمورية في جو وطني هاديء و اخر  دولي تتعاطاه الأزمات كأنها سبحة بيد شيخ قد أثقله النعاس تحت شجرة من أشجار تيرس. 
صحيح بأننا بلد قاحل يخونه الطقس و الجغرافيا علي الرغم من موقعه الاستراتيجي و خيراته التي تتكشف عنها تربته يوما بعد آخر.
أمطارنا هذه السنة جاءت عامة ، مفاجئة  فهي ليست في وقتها التي تعودت الناس عليها منذ سنين و كأنها دعاء مستجاب من شيخ او عجوز  يرقبان هذا العالم الذي يسير نحو الهاوية،  فحرب روسيا و اكرونيا تسير نحو تكسير العظام ليس بينهما فقط بل بين من يقف وراء كل منهما.
بعض الدراسات الاستشراقية تذهب الي التنبإ  باندلاع حرب قد تؤدي الي حرب عالمية ثالثة لا قدر الله، فإرتفاع الأسعار و غلاء المعيشة أهم ما يميز الظرف الحالي. 
 بعد حراك  تعدد الأقطاب في مركز دولي  قراره لدي القوي  و كذلك فشل نظام  الامم المتحددة في الوقوف الي صفوف الدول الضعيفة بدل الدول القوية ،  كان لا بد ان تصل الامور الي ما وصلت اليه.
لقد أطلت المجاعة برأسها علي العالم و خاصة افريقيا و الساحل علي وجه التحديد مما يحتم علي الدولة الموريتانية و  الناس التوجه للزراعة و تربية الماشية و بالتالي نبذ الكسل و توفير دخل حقيقي لسكان الأرياف و الاقتصاد الوطني.
هذا الجيل الحالي عودته مشاهد الفساد الابداعية و  المتنوعة عندنا علي ان يكسب المال دون عناء او ان يترك الوقت يمر دون قيمة .
قصص موريتانيا مع الأمطار أكسبتها هيبة لدي العرب ذات مرة عندما كان عندنا رئيس رحمه الله  زاهد بل محتقر للمال العام.
انه  الرئيس المرحوم المختار ول داداه عندما لفت انتباه القادة العرب و خاصة صدام حسين و الشيخ زائد رحمهما الله و هو يتعفف عن المساعدة المالية العربية لتبقي من نصيب من هو أحوج لها من اشقاءه العرب. 
مع كل ذلك رفض القادة العرب الذين أعجبهم ذلك الموقف الشريف ، الا أن يبوبوا علي تلك المساعدة لصالح موريتانيا هنا تتذكر دوما وقوف العرب معنا علي الرغم من كل ما يحدث عندنا.
 ستدخل تلك الاموال البنك المركزي عندما يطيح  الجيش 1978 بذلك الرئيس ، فتأتي للحكام الجدد علي طبق من ذهب حلالا زلالا ،  انها عشرة ملايين دولار و في السبعينات.
يعتبر قطاع التنمية الريفية من أهم ما  يجيد سكان الأرياف عندنا :  الماشية و الزراعة المطرية منه تعتبران ركيزتان اساسيتان لكل حياة كريمة هناك. عليه يجيب ان نعرف ان الفرصة لا تتكرر ابدا.
قبل ان تجف هذه الامطار من لكراير و الواحات التي غمرتها ؛ علي الدولة - و لا أظن ذلك -  ان تبدأ في توفير جميع  وسائل الانتاج من الآن و التركيز عليها من اجل انتهاز هذه الفرصة التي أهداه الله لنا و  لأريافنا التي يطحنهم النسيان من مركز القرار الذي لا يريد صرف النظر عن انواكشوط و اوساخها المترامية في كل مكان و مستشفياتها بل عياداتها الطبية التي تخطأ في حق مواطنييها صباح مساء فتحملهم طائراتنا المحمدة لله الي الدول الشقيقة و الصديقة.
اما المفارقة العجيبة الغريبة ، عملة وطنية في أفضل اوقات صرفها مقارنة بالعملات الأجنبية و مع ذلك الأسعار في صعود صاروخي و قوة شرائية ضعيفة.
يبقي الوطن علي الرغم من كل فرصه الكثيرة و العجيبة  ينتظر نخبته التي تمسك قراره لعل وعسى ان تسمع انين طفل هنا و نداء سيدة هنالك.
مهما يكن من أمر فوراء الأكمة ما وراءها، ربما عدل،  تغيير منكر أو دعاء مستجاب هذه الأيام فتح الله به ابواب السماء ، علي علماء الاجتماع او أهل سرف الحرف أن يجيدوا جوابا لهذه القصة ريثما تشد الحكومة حزامها لإنتهاز هذه الفرصة.
 طيب الله اوقاتكم 
حمود ول اكليد