المرأة والبنطلون والكوكاكولا

لن تعدو عينك وأنت غاض البصر أو زائغه هذه الأيام إمرأة  تدثر بنطلونا بمختلف أجناسه(دننا، تيسي ،بودي )تحت الملحفة والفستان وهذا والله  جميل ومزيد من الستر والمحافظة و لكن خوفي من الكوكاكولا .
كان مشروب الكوكاكولا منذ ظهوره مشروبا غازيا في غنينة 50سل وبسعر 100أوقية وكان عالي الجودة سريع المفعول وفي 1997م طرحت شركته غنينة بحجم 30سل وصاحبتها بحملة ترويج واسعة ووصفتها بأنها عملية تخفيض للسعر لأنه 50 أوقية فقط للغنينة  وزيادة الكمية  مقارنة بالحجم على السعر الأول وتشجيع للزبون على إستهلاك المادة.
أنخدع الناس بالحيلة و أقبلوا على الغنينة الجديدة بكل سرور مما أتاح للشركة سحب الغنينة الكبرى من السوق وأهلاكها من سطح الأرض وبعد برهة من الزمن و سيطرة الغنينة الصغرى على السوق كليا  وارتباط الناس بالمشروب رفعت الشركة سعر غنينة 30سل إلى 100 أوقية فضاعفت ربحها ثلاث مرات على الربح الأول.
حسبنا أن نشاهد بعد تعودنا على البنطلون النسائي إمرأة الصحراء تهجر ملحفتها وتكتفي بالفستان والبنطلون بل قد نراها أيضا تتخلى عن الفستان  مستبدلة أياه بقميص كما فعلت شركة الكوكاكولا حين استبدلت غنينة الزجاج بغنينة الكاوتشو الموجودة حاليا في السوق.
عندها تفقد المرأة الموريتانية جمالها وتراثها كما فقدت الكوكاكولا  مذاقها ومفعولها 
فقط انبهكم 
المكون محمد ولد أسويدي