الحمد لله الذي أوجد العلم للعمل به وأسس عليه الوصف الذاتي منه عز وجل ونشر به إحكام أحكام حكمة حكمه الذي لا معقب له وقال بالقول الفصل الأعم {وقل ربي زدني علما} وجعله ميدانا فسيحا واسعا للتنافس والتسابق لإقامة الحجة بالإرادة والمشيئة بالتيسير والتسخير طبق ما نروا بالأعين من التفاوت على قدر الحظوظ والهمم والعزم والجزم والصدق والإخلاص، لأن كل إنسان على حدته يكتسي ويجزى وصفه أي علمه وعمله حسب جديته، قال تعالى{سنجزيهم وصفهم} وقال{إنما تجزون ما كنتم تعملون} وفي الحديث(المرء مجزى بعمله) ولا عمل إلا بالعلم ولا علم إلا بالعمل، وبهذا الفحوى الصحيح الواضح القائم مقام الرموز بالإيجاز والإعجاز نذكر كل ذاكر متذكر للحق بالحق أن إيجادنا وإمدادنا بالله لله عز وجل القائل{وأنفقوا من مال الله}وتنافسوا في الله وتسابقوا وتسارعوا الحديث (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) وقد اصطفاكم الله واجتباكم وأختاركم وانتقاكم لله لحوز الفوز بمواهب حضرة فضله ولا نهاية لهذا الدور والتسلسل والله يوفقنا جميعا للذكر والشكر حيث قال بالوعد الصادق الذي لايخلف {ولئن شكرتم لأزيدنكم} وشكر النعمة صرفها في المنعم والمنعم ينعم ولا حصر ولا حزر عند فتح باب حضرة الفضل.