شهد ثاني أيام أولى ندوات "منتدى أصيلة" الـ44 نقاشا تحت عنوان "الصحراء الكبرى: من الحاجز إلى المحور"، بحث ما تعيشه المنطقة من تحولات وتحديات، خصوصا في ظل وجود عدد من المخاطر المرتبطة بالتنافس الدولي والصراع الإقليمي وهشاشة الدول.
جلسة "تحديات السلم الأهلي في بلدان الصحراء الكبرى: المظاهر والحلول والآفاق" شهدت مداخلات لكتاب ومحللين موريتانيين تناول الموضوع من جوانب مختلفة.
فهم الصحراء وأهلها..
الكاتب الصحفي والخبير في الشأن الافريقي عبد الله محمدي أكد أن الصمت إزاء الحروب الصغيرة بالمنطقة، والتنافس الإقليمي، وفشل الدولة الوطنية في أن تفهم الصحراء وأهلها وأن تجعلهم جزءا من المشروع المستورد، أصبح تمهيدا لما هو أخطر.
وأعطى ولد محمدي مثالا لفشل الدولة الوطنية في فهم الصحراء، بما أقدمت عليه الأنظمة العسكرية المتعاقبة في دولة مالي خلال حقبتي الستينات والسبعينات "حين حولتها إلى منفى للمعارضين والمغضوب عليهم، وأقامت فيها السجون البشعة التي يموت نزلاؤها دون علم أحد".
أضاف ولد محمدي أن الصحراء الكبرى أُفرغت من أهلها، مع أنها تنام على ثروات هائلة من الذهب والمعادن النفيسة والغاز والبترول واليورانيوم، مؤكدا أن الإبقاء على تلك الثروة نائمة، يخدم جهة لا تريد لها الخروج، لأنها ستغير معادلة التنافس الإقليمي، حسب تعبيره.
السلم الأهلي في المنطقة..
من حهته أشار السفير الموريتاني السابق محمود كان إلى مسألة السلم الأهلي في المنطقة، حيث وصفه بأنه "مهدد".
وطرح أسئلة حول السلم الأهلي، قبل أن يقاربها من ثلاث زوايا، شملت التماسك الاجتماعي، والحكامة، والتعاطي مع الأزمات بشكل فعال، مشددا على الحاجة إلى حل هذه الأزمات من دون حاجة إلى الخارج، مضيفا: "إذا لم نكن قادرين على حل أزماتنا بأيدينا، فيكف سيكون بإمكاننا أن نضمن سلمنا الأهلي؟".
التنافس الخارجي على المنطقة..
من جانبه؛ استعرض المدير العام المساعد السابق للأمن الوطني محمد عبد الله ولد الطالب أعبيدي، وضعية موريتانيا وسط هذا النقاش.
ورصد ولد الطالب أعبيدي عددا من الملاحظات بخصوص ما يحدث في منطقة الصحراء الكبرى، خصوصا تنامي التنافس الخارجي، والذي ظهرت معه قوى متوسطة جاءت لتزاحم القوى الكبرى في المنطقة "الشيء الذي يضفي على الأوضاع مزيدا من التعقيد"، حسب رأيه.
إحياء المغرب العربي..
من جهة أخرى؛ استعرض المفكر والمحلل السياسي عبد الله ولد أباه، جملة ملاحظات بخصوص ما تعيشه المنطقة من تحولات وتواجهه من رهانات.
واستحضر ولد أباه وضعية اتحاد المغرب العربي، وعرج على مجموعة دول الساحل الخمس، داعيا إلى العمل من أجل إنشاء هيئات متعددة الأطراف، أو إحياء تنظيمات على غرار الاتحاد المغاربي.
المصدر: الصحراء