خطاب رئيس الجمهورية في مؤتمر روما الدولي حول الهجرة والتنمية

فخامة السيدة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالية
صاحب السمو محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
معالي رؤساء الوزراء والحكومات
سيداتي وسادتي
أود أن أشكر قبل كل شيء السيدة جورجيا ميلوني رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، وأيضا كل الأطراف المشاركة في هذه المبادرة التي تمنحنا اليوم فرصة للتبادل حول التعامل أو إدارة قضية الهجرة، وتداعياتها على التنمية، وبالنظر إلى أن نتطرق إلى هذا الموضوع الذي له علاقة بالتنمية.
طبعا مشكلات الهجرة والتنمية لها أبعاد عالمية لأن الهجرة تؤثر بطرق عديدة على كل الدول، سواء أكانت دول المصدر أو دول العبور أو دول الوصول فهي تؤثر على التنمية أقصد هنا تنمية هذه الدول، بالإضافة إلى الهجرة المشروعة والتي تؤثر على التنمية في دول المصدر ودول الوصول، هناك أيضا الهجرة غير المشروعة، وغير الموثوقة والتي تؤدي إلى كوارث إنسانية بالنظر إلى الاتجار بالبشر، والتي تعرض حياة الناس للخطر.
موريتانيا بلد مصدر وانتقال أيضا وعبور ووصول تواجه مثل كل الدول الأخرى تحديات مختلفة للهجرة، فهي تستضيف على أرضها حوالي مائة ألف من اللاجئين من إخواننا الماليين، والذين يضافون إلى وطنيات أخرى، والذين طبعا يضغطون على بلدنا وخاصة على اقتصادنا وأمننا ومجتمعنا.
وكدولة عبور أيضا موريتانيا تواجه موجة من الذين يريدون العبور إلى إسبانيا، وهي تحاول احتواء هذه الموجات بتعزيز المراقبة على الحدود، وبتعزيز عمل الشرطة وحرس الحدود، وأيضا بتعزيز التدريب لقواتنا الأمنية، وبالعمل مع شركائنا الذين يمكن أن يعملوا معنا في هذا المجال، وموريتانيا تعرف موجة من الهجرة في صفوف شبابها.
وفي مواجهة هذه الظاهرة فإننا نعمل بدأب لمكافحة البطالة، والتهميش الاجتماعي والفقر من خلال خلق شبكات للأمن وللحماية، وأيضا برامج لمكافحة الفقر وبتقديم التدريب والتنمية للشباب، كل هذه الاستراتيجيات والبرامج تتطلب موارد مالية معتبرة، ونحن في موريتانيا ندرك بأن الحل الدائم للهجرة غير المشروعة يأتي من مشاركتنا وتحملنا للمسؤولية جماعيا، فالرد المناسب لهذا التحدي، والذي تتقاسمه كل الحكومات يتطلب مقاربة مشتركة وتطوير حلول يمكن تطبيقها جماعيا، علينا أن نطبق سياسات للتنمية لمكافحة الفقر ولتعزيز صمود بلداننا.
الأمن ومنع التدفق لا يمكن أن يقدم حلا شاملا للهجرة غير المشروعة، والتحديات التي يمثلها التدفق أظن بأنها تمثل عراقيل لتحقيق أهداف التنمية لذلك من الضروري ومن الملح أن نأخذ في عين الاعتبار في روح التضامن قضايا التغير المناخي والفقر والتهميش، وعلينا أن نولي الاعتبار لمظالم الدول والمناطق التي تواجه تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة وذلك عبر تقديم الدعم لتلك الدول، القرارات التي ستتخذ في هذا الإطار ينبغي أن تدعم باستراتيجيات فعالة لإيجاد الموارد المالية لتطبيق هذه الإجراءات.
شكرا لكم.