أماكن خلدها التاريخ الإسلامي تستحب زيارتها في المدينة المنورة

إنَّ كثيرا من المسلمين اليوم يحملون في صدورهم شوقًا بالغًا إلى زيارة بيت الله الحرام ، ويتلهفون حنينًا إلى مدينة الحبيب عليه الصلاة والسلام ، و يذوبون حبّاً لرؤية الآثار والمشاهد والأماكن التي كان يزورها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والجبال التي كان يراها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والهواء الذي كان يتنفس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد بلغ بهم الشوق منتهاه، وتحول إلى العشق، فكانوا كالصب الهائم أوالعاشق الملتاع، وودوا لو رزقوا الأجنحة كالطير، حتى يصلوا بها إلى مهبط الوحي ومصدر الإسلام.

لذلك ينبغي ويستحب لمن رزقه الله زيارة تلك الأماكن المقدسة أن يكثر من زيارة هذه الأماكن.

فمثلا يستحب للزائر الإكثار من النوافل والجلوس لقراءة القرآن والذكر في الروضة الشريفة ففي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) مسلم.

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة، كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق) رواه أحمد. 

 وصح عنه أنه قال: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ).

ويندب للزائر كذلك زيارة البقيع الذي دفن فيها نحو من 10 آلاف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يوجد فيها قبور آل البيت وأمهات المؤمنين وقبر عثمان بن عفان وأبي سعيد الخدري، ونافع مولى عبد الله بن عمر وإمامنا مالك بن أنس.

وتستحب كذلك زيارة مسجد قباء والصلاة فيه اقتداء بالحبيب عليه الصلاة والسلام فقد جاء في الصحيح: (أنه كان يزور قباء كل سبت، راكبًا وماشيًا" -عليه الصلاة والسلام- وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء، فصلى فيه ركعتين؛ كان كعمرة). 

ومسجد قباء بالمدينة المنورة، هو أول مسجد بني في الإسلام بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أسسه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجراً إليها من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة - رضوان الله عليهم-.

وتستحب كذلك زيارة قبور الشهداء بأحد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج لزيارة قبور الشهداء، وهناك يشاهد الزائر جبل أحد، الذي وقعت عنده المعركة المعروفة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وقد بدا له جبل أحد: (هذا جبل يحبنا ونحبه). وفي هذا الحديث بيان عظيم لحبّ الله ـ عز وجل ـ لنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إذ ألقى في الجمادات حبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ..

وقد رجح ابن حجر أن حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأحد، وحب أحد له هو على حقيقته، فقد قال في كتابه فتح الباري: "الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخاطبة من يعقل، فقال لما اضطرب: ( اسكن أحد ) ". 

وبالمدينة المنورة أماكن أخرى كثيرة تحمل ذكريات ومشاهد خالدة تذكر المسلم بأمجاده وسلفه الصالح، ففيها موقع غزوة الخندق حيث يوجد الآن ما يسمى المساجد السبعة،

وفيها بئر أريس، وهي البئر المقابلة لمسجد قباء من الجهة الغربية، اشتراها عثمان من صاحبها اليهودي، وتصدق بها على المسلمين، وقد سقط فيها خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن عثمان رضي الله عنه ولم يجدوه،

وفيها دار أبي أيوب الأنصاري التي نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة، وبجوارها دار عثمان بن عفان التي استشهد فيها.

وغير ذلك كثير. 

اللهم بلغ كل مشتاق لزيارة هذه الأماكن المقدسة يارب. 

من صفحة الفقيه الشيخ محمد على فيسبوك