آدرار: واحة معدن العرفان تعيش نكبة ومأساة بعد 4 أشهر تحت مياه الأمطار/خاص

المعدن الإخباري ـ جاءت الأمطار هذه السنة في وقت مبكر، وكانت واحة معدن العرفان في ولاية آدرار على موعد مع المطر في أول نزوله في الشهر السادس من 2022، وتكررت السيول على الواحة بتكرار المطر، فغمَرَت اقتصادها بالكامل، في لحظة كانت الساكنة تستعد لجني ثمره.

في غضون أيامٍ تهاطلت على واحة معدن العرفان أكثر من 120 ميليمترًا من الأمطار، وهو أمر غير مسبوق منذ عدة عقود، ما دفع الساكنة إلى إبداء بعض التخوف والهواجس مما قد يخلفه ذلك من أضرار.

جاءت الأمطار في وقت يستعد فيه مزارعو معدن العرفان لجني ثمر النخيل وبعض الخضروات كالبصل مثلا، غير أن مياه الأمطار حالت دون ذلك، وظن المزارعون أنه من الممكن الوصول إليها بعد أسابيع، ريثما تمتص التربة الماء بعدما توالت عليها سنوات عجاف كادت تقضي على الواحة.

لكن ريح الأمطار أتت بما لا تشتهيه سفن المزارعين المتربصة خلف الماء، في رجاء الوصول إلى الحصاد الذي يشكل مصدر العيش الوحيد لمئات الأسر في الواحة، حيث عاودت الأمطار الهطول على مدى كل أسبوع تقريبا، بل من كل يومين أحيانا.

فبدا من المستحيل انتشال اقتصاد الواحة بعد ما أينع وحان قطافه، بسبب الكمية الهائلة من المياه التي تجمعت بالوادي الواقع في منحدر عميق بين الجبال والكثبان ويحرس مياهه سد منيع، تم تشييده من طرف الشيخ محمد الأمين ولد سيدنا قبل تشييده للقرية الروحية الآهلة بآلاف السكان في الوقت الراهن، فقضى الله أمرا كان مفعولا، وبقيت الساكنة بلا اقتصاد ولا إنتاج بعد ما كانت تعيش مطمئنة يأتيها رزقها كل حين.

هذا هو حال واحة معدن العرفان منذ ما يربو على أربعة أشهر، من بداية التساقطات المطرية عليها في التاسع عشر يونيو من السنة الحالية 2022، دون إيجاد حل لصرف هذه المياه، رغم نداءات الاستغاثة المتكررة من طرف المزارعين، مما جعل اقتصاد الواحة يؤول إلى الهلاك "اتقودي".

موفد المعدن الإخباري زار واحة معدن العرفان، للوقوف على الخسائر الفادحة التي تكبدتها الواحة، التي تعد من أكبر الواحات إنتاجا في ولاية آدرار، من ناحية إنتاج النخيل والخضروات المتنوعة، حيث حاور المزارعين، ورئيس رابطة التسيير التشاركي للواحة السيد طه ولد سيدنا.

وقال رئيس الرابطة إن الخسائر التي سببتها مياه الأمطار كانت كارثية، بما في الكلمة من معنى، حيث قضت على إنتاج النخيل الذي يقدر ب 1000طن من التمر والبلح، وكذلك آلاف أشجار "الحناء" بالإضافة إلى ما يقارب 20 طنا من البصل، ثم بعد أشهر من ركود المياه بدأ الموت ينخر أجسام النخيل، حيث مات إلى حد الساعة ما يقارب 2000 نخلة بشكل فعلي، وأكثر من ذلك من أشجار "الحناء" والباقي بين الموت والحياة، حسب تعبير رئيس الرابطة.

وأكد رئيس الرابطة أن واحة معدن العرفان أضحت منكوبة وتعيش كارثة حقيقة، حيث بقيت مئات العائلات دون مصدر عيش، الشيء الذي يتطلب تدخلا سريعا من طرف الدولة من أجل صرف المياه عن الواحة، وإغاثة المزارعين المنكوبين.

ولفت السيد طه إلى وجود أضرار صحية سببتها مياه الأمطار الراكدة، تتمثل في كثرة البعوض والحشرات، والتي تحتاج إلى تدخل من السلطات الصحية من أجل رفع الضرر.

وذكر رئيس الرابطة أن بعثات رسمية وصلت إلى عن المكان، وتحاول صياغة بعض المقترحات لشفط وصرف المياه، لكنها لم تتجاوز المستوى النظري إلى حد الساعة.

 من جانبه قال المزارع محمد الأمين ولد يقل إن الأضرار كبيرة ولا يمكن حصرها في الوقت الراهن، بسبب وجود آلاف النخيل تحت المياه، مشيرا إلى أن أكثر من 4000 بين النخيل والحناء لم تعد موجودة بشكل فعلي.

الخليل ولد الطالب بين أموات النخيل

قال المزارع الخليل ولد الطالب وهو يقف بين أموات النخيل إن سبب استفحال الكارثة هو عدم شفط المياه عن النخيل في الوقت المناسب، مشيرا إلى أنه يسجل موت 15 نخلة كل يوم.

واعتبر السيد الخليل أنه إذا لم يحصل تدخل لإغاثة النخيل في أسرع وقت، فإن الحي منه آئل إلى الزوال مثل سابقه، موضحا أن الحديقة التي يقف بين نخيلها فقدت إلى حد الساعة 70 نخلة، حيث تموت النخيل وثمره على رأسه.

من أجل مشاهدة مقابلة السيد الخليل يمكن متابعة الفيديو المرفق.