المعدن الإخباري ـ بعد إعلان تأسيس تجمع تنومند التابع لبلدية العين الصفره في مقاطعة شنقيط، يوم 30 نوفمبر سنة 2016، من طرف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بهدف تجميع 22 قرية، سادت موجة فرح كبيرة بين سكان المنطقة، بعد عقود من التهميش، وبعد الخدمات الأساسية من المحتاجين إليها (الصحة والتعليم والكهرباء والحالة المدنية..)، رغم وجود آلاف السكان المقيمين بالمنطقة، وعشرات القرى المتناثرة بهذه المنطقة المترامية الأطراف.
غير أن إعلان التأسيس هذا، المتمثل في وضع حجر الأساس منذ ما يزيد على 6 سنوات، لم يتجاوز دواليب القطاع المكلف بتسيير الملف (وزارة الإسكان)، حيث تموت العديد من المشاريع الحكومية داخل البلد، بفعل ضعف المتابعة، وغياب التعاون بين القطاعات الوزارية، وضغط القوى النافذة من أجل دفع صناع القرار إلى مراجعة بعض المواقف، وترك الأمور للزمن من أجل نسيانها من قبل المستفيدين منها، وتحولها من منجز إلى لعنة تلاحق صناع القرار في رأي المواطن البسيط.
ومنذ وضع حجر الأساس بقي سكان المنطقة يسائلون الركبان وكل قادم من نواكشوط عن آخر المستجدات بخصوص تعهدات الدولة بتعمير تجمع تنومند بما ينفع الناس ويمكث في الأرض، دون أن يجدوا من جواب وتجاوب عملي، سوى تشييد مخجل لبعض البنيات العمومية، التي آلت من فرط النسيان إلى مأوى للرمال المتحركة، بدل أن تكون مرافق خدمية تخفف من معاناة السكان وتشكل مصدر جذب للمواطنين حتى يحصل الاستقرار والنمو المنشود.
وفى ظل الوضعية الحالية يعيش السكان أوضاعا مأساوية، فى انتظار ما ستقرره الدولة بشأن التجمع الذي شكل أملا كبيرا لساكنة المنطقة في توفير أبسط الخدمات القاعدية المفقودة، من تعليم وصحة وماء وكهرباء واتصال وحوانيت تجارية .... إلخ
لا يزال سكان إثنين وعشرين قرية، قابعة في تلك الربوع المنسية، يحدوهم الأمل بالإنصاف من طرف النظام الحالي، برئاسة محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي انتخبوه على أمل تحقيق حلم يعيشنه منذ عقود، والمتمثل في توفير ظروف العيش الكريم، في أرض حباها الله بوجود عشرات الوديان ولكراير الخصبة، وبرجال عظماء، ألفوا قساوة الحياة التي علمتهم قهر الطبيعة، فلا ينقصهم اليوم إلا الدعم والمساندة، خصوصا في هذه الفترة العصيبة، التي تتميز بالجفاف الحاد الذي أدى إلى نفوق الماشية والنخيل، وبقي السكان في قراهم الأصلية تحت رحمة الله في انتظاار لفتة من من أوجب الله علية تدبير شؤونهم.