بعد 5 عقود من العطاء المثمر .. دار الضيافة في معدن العرفان تخضع للترميم(خاص).

المعدن الإخباري ـ خمسة عقود مضت لحد الآن على تأسيس دار الضيافة، في معدن العرفان ونبعة الإيمان وثمرة الحسن والإحسان وإكسير كيمياء سعادة الإنسان، كما سماه مؤسس المدينة الروحية الشيخ محمد الأمين ولد سيدنا، الذي انتقل من أرض أجداده في مدينة أوجفت، حيث يملك الحدائق الغناء والملك الكثير، ليستقر به المقام في معدن العرفان، المدينة الروحية الوحيدة في ولاية آدرار، والتي أسست على تقوى من الله، وعلى الذكر والمذاكرة في الله لله بالله.

كان أول تأسيس قام به فضيلة الشيخ محمد الأمين ولد سيدنا، هو بناء دار للضيافة، ظلت تأوي جحافل الوافدين من وفود رسمية وغير رسمية وعابري السبيل، ومكانا لتلاقي الأحبة في الله التي ظلت حناجرهم صادحة بذكر الله بين جدرانها منذ تأسيسها في بداية السبعينات من القرن الماضي إلى يوم الناس هذا.

شهدت دار الضيافة خلال هذه العقود الخمسة، توافد أصحاب الشيخ لحضور حلق الذكر، التي تنعقد كل مساء حول الشيخ، وتهوى إليها أفئدة الذين اطمانت قلوبهم بالإيمان، فلا ترى إلا ذاكرا أو مذكرا أو باكيا خاشعا من فرط جمال تجليات الأنوار والأسرار والفيوضات.

بعد ما تجاوزت خمسة عقود من عمرها، عامرة بالذكر والفكر والحياة المفعمة بروح الإيمان والتقوى، والمحبة في الله والإنفاق في سبيل الله، كان من الطبيعي أن تصل إلى مرحلة من التقادم تفرض ترميمها، الشيء الذي جعل جماعة أصحاب الشيخ في معدن العرفان وخارجه تهب لنجدتها، حيث قامت على ساق الجد والاجتهاد بالاتحاد والوئام لترميمها وإعادة بناء ما أتلفه الدهر منها، حتى تظل معلمة شامخة في سماء مدينة معدن العرفان الروحية، وفية لدورها الكبير في الانفاق في سبيل الله، ومكانا رحبا لاجتماع أهل الله على ذكر الله والمذاكرة في الله، وفي شؤون الدين والدنيا بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

كما قررت الجماعة المشرفة على عملية الترميم، بقيادة الشيخ محمد الماحي، إحداث توسعة للدار، نظرا لمستوى النمو الديمغرافي للمدينة، بالإضافة إلى تضاعف حجم الضيوف الذي تستقبله دار الضيافة في المواسم الدينية وغيرها.

يعتبر بناء هذا الصرح المعماري العظيم في بداية السبعينيات من القرن الماضي، من الأدلة القوية على علو همة ومكانة الشيخ محمد الأمين ولد سيدنا، وعلى عمق تفكيره وبعد نظره، حيث استطاع بناء هذا الصرح في وقت لا يفكر أهل المنطقة في هذا الشكل من المباني، ناهيك عن شح الإمكانات المادية، غير أن ما يمتلكه الشيخ من قوة العزيمة وعلو الهمة كان كافيا لإنجاز هذا الصرح العظيم، إضافة إلى قوة الاتحاد والجد والاجتهاد الذي تتميز به جماعة أصحاب الشيخ في معدن العرفان.

كما أن دار الضيافة في معدن العرفان، فضلا عن دورها الريادي، أعادت للأذهان قوة الاتحاد واجتماع الشمل بالله داخل مجتمع أصحاب الشيخ، الذي ألف التعاون والتباذل والتفاني في العمل والخدمة العامة، نظرا لحسن تربيته المؤسسة على الأخوة في الله والاتحاد في الله والتعاون على البر والتقوى.
تقرير/عالي ولد أعليوت