المعدن الإخباري ـ في إطار مواكبته لما يجري على الساحة الوطنية، وسعيا منه إلى إطلاع متابعيه الكرام على تفاصيل الأحداث والمستجدات، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، يلتقي المعدن الإخباري اليوم بالسيد محمد ولد البواه، الأمين العام لاتحاد الجيل الجديد من عمال موريتانيا، فهو أحد الفاعلين الموريتانيين البارزين في مجال العمل النقابي، وهو ممن سبروا أغوار هذا المجال الحيوي، حمل على مر سنوات عديدة راية النضال، دفاعا عن حقوق العمال.
نحاوره اليوم لنستجلي من خلاله أهمية العمل النقابي، ودوره الإستراتيجي لضمان حقوق العمال، وكرافعة للاقتصاد الوطني، وخاصة من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية.
ـ المعدن الإخباري: نود في البداية أن تقدموا للقارئ كلمة تعريفية بشخصكم الكريم؟
ـ السيد محمد ولد البواه: في البداية أشكر موقع المعدن الاخباري على هذه السانحة، أنا احد ابناء هذا الوطن الذين آمنوا به و تعلقوا بأرضه ولدت في مدينة روصو سنة 1976 ودرست الابتدائية و الاعدادية في انواكشوط و الثانوية في روصو و التعليم الجامعي بجامعة انواكشوط خريج كلية القانون .
ـ المعدن الإخباري: لماذا قررتم الانخراط في مهنة العمل النقابي؟
ـ السيد محمد ولد البواه: لم يكن قراري بل هي الغريزة الحقوقية و الاحساس بواجب مناصرة المظلوم، هي التي خلقت مني نقابي فالعمل النقابي هو عمل تطوعي إلتحقت به بصفة رسمية سنة 2004 تدرجت فيه من منتسب في نقابة المعلمين الى أن وصلت لأمين عام مركزية نقابية سنة 2014 و هو المنصب الذي أشغل الآن، لم أسعى يوما للقيادة و لكن ثقة أعضاء و منتسبي الاتحاد هي التي اوصلتني لهذا المنصب، وهي مناسبة لاتقدم بالشكر لقيادة و منتسبي اتحاد الجيل الجديد من عمال موريتانيا، على الثقة التي منحوني و أرجوا من الله العلي القدير ان أكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقي.
ـ المعدن الإخباري: كيف ترون العمل النقابي في موريتانيا؟
ـ السيد محمد ولد البواه: العمل النقابي في موريتانيا اذا لم يحرف عن مساره و هو الدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية للعمال، يكون مثمرا، و رافعة تجعل من العامل شريكا في الانتاج، لأن المشرع الموريتاني حدد العلاقة بين العامل و رب العمل في القوانين المنظمة للعمل و حدد الحقوق و الواجبات لكليهما، أما إذا أختلط بالسياسة و الايديوجيات و خصوصا الوافدة و الأثنية يكون معقدا و سلبيا على العامل الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المعادلة الانتاجية.
ـ المعدن الإخباري: تعتبر الأجور متدنية مقارنة مع ما وصل إليه غلاء المعيشة في موريتانيا، لما ذا في نظركم تبقى القوانين جامدة لم تواكب التطور ولم تراعي مستوى التضخم، حتى تستجيب لمتطلبات حياة العمال الموريتانيين؟
ـ السيد محمد ولد البواه: في ما يخص إرتفاع الأسعار، فهذا بسبب وضع دولي معقد بسبب جائحة دولية عطلت العالم بأسره، و للأسف نحن بلد مستهلك ويعتمد في كل شيئ على الاستيراد من الخارج، ولا يمكن التغلب عليه الا بالاكتفاء الذاتي من المواد الضرورية، وهذا يتطلب وضع سياسة وطنية إنتاجية، خصوصا في المجال الزراعي و الصناعي تمكن موريتانيا من الحصول على اكتفائها ذاتي من المواد الغذائية و الاستهلاكية الضرورية، وخفض أسعارها إضافة لخلق فرص عمل للشباب تساعد في القضاء على البطالة.
أما فيما يخص تدني الأجور فاتحاد الجيل الجديد من عمال موريتانيا، طالب كلما سنحت له الفرصة بزيادة الأجور و تحسين الظروف العامة للعمال، وفتح مفاوضات اجتماعية تفضي لمراجعة القوانين المنظمة للعمل، وخصوصا الاتفاقية الجماعية العامة التي نعمل بها منذ 1971، والتي نرى انها لم تعد تتواءم مع المتغيرات الجديدة، ونعتبر التأخير في مراجعتها أكبر ظلم يتعرض له عمال القطاع الخاص، ولكن يبقى المعوق الأكبر هو عدم إجراء انتخابات مهنية تفضي لتمثيلية نقابية توافقية بين جميع المركزيات النقابية، التي وصلت اليوم لأكثر من 44 مركزية نقابية في بلد عدد سكانه لا يتجاوز اربع ملايين نسمة، حيث أن هذه التعددية عطلت المفاوضات الاجتماعية، التي هي السبيل الوحيد لمراجعة القوانين و الأجور، فحق التنظيم يكفله الدستور للجميع و لكن صفة التمثيل تتطلب تزكية العمال الموريتانيين.
ـ المعدن الإخباري: ما هي أهم المكاسب التي حققتها نقابات العمال، علما أن العمال الموريتانيين لا يزالون يعانون من ضعف الأجور وغلاء المعيشة والضرائب المجحفة على الأجور إلى يوم الناس هذا؟
ـ السيد محمد ولد البواه: النقابات تتقدم بالعرائض المطلبية وتطالب بفتح المفاوضات بين الشركاء الاجتماعيين، ولكن الحقل النقابي اليوم من أجل ان يكون قادرا على تحقيق المطالب يحتاج لتنظيم حقيقي، لتحديد النقابة الاكثر تـمثيلا، والتي تمتلك صفة تمثيل العمال الموريتانيين، وهو الأمر الذي طالبنا به منذ تأسيسنا 2009 وعبرنا عنه كلما سنحت لنا الفرصة، ونجدد مطالبتنا به اليوم من خلال موقع المعدن الاخباري.
ـ المعدن الإخباري: ما هو تقييمكم لواقع العمال في موريتانيا مقارنة مع الدول المجاورة؟
ـ السيد محمد ولد البواه: لكل بلد خصوصيته ولكن ما نستطيع ان نؤكده هو أننا التمسنا خلال تعاطينا مع الجهات الرسمية ان هناك إرادة سياسية لتحسين الظروف، ولكن كما قلت لكم في البداية أن للمتغيرات الدولية إنعكاس قوي على ما نحن عليه اليوم، ومن هنا أجدد مطالبتنا الحكومة المويتانية بلفتة على اوضاع العمال، الذين تأثرو بشكل كبير من هذه المتغيرات، فالقوة الشرائية للعمال في القطاعين العام والخاص تأثرت بشكل كبير و انعكست سلبا على العمال بصفة عامة و البسطاء منهم بشكل خاص .
ـ المعدن الإخباري: ما الذي أضافته نقابتكم في مجال العمل النقابي؟
ـ السيد محمد ولد البواه: اتحاد الجيل الجديد من عمال موريتانيا مركزية نقابية تتميز عن باقي المركزيات النقابية بأنها تقاد من طرف كادر شبابي متمرس، تجمعه علاقات طيبة مع جميع الشركاء يعمل على تحقيق مطالب منتسبيه بالحوار و التفاوض، وهو المركزية الوحيدة التي تنظم ملتقيات تكوينية لكوادره و منتسبيه سنويا، إسهاما منه في إحياء الثقافة العمالية التي اندثرت وغابت عن ممارستنا للشأن العمالي، بالتشارك مع الادارة العامة للعمل و الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و المكتب الوطني لطب الشغل، وكان آخرها الملتقى التكويني الذي نظمه الاتحاد ايام 10 - 9 - 8 نوفمبر 2021 بمدينة ازويرات تحت عنوان ( العامل ... الحقوق و الواجبات ) .
ـ المعدن الإخباري: هل من كلمة أخيرة؟
ـ محمد ولد البواه: أشكر موقع المعدن الاخباري على هذه السانحة، كما أتقدم للعمال الموريتانيين بكل التهانئ و نحن على بعد أيام من تخليد العيد الوطني للشغل فاتح مايو، كما أهنئهم بشهر رمضان المبارك راجيا من المولى عز وجل ان يتقبل منا ومنهم صوم رمضان و أن يضاعف لنا ولهم الأجر وأن يعيده علينا و عليهم بالصحة و العافية، كما أؤكد لهم أن اتحاد الجيل الجديد من عمال موريتانيا سيظل بخط الاستقلالية في الدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية لهم بكل نزاهة و إستماتة .
السلام ورحمة الله وبركاته.
المعدن الإخباري: شكرا جزيلا