على مهاد من السنين يصل ارتفاعه في سلم الزمان إلى أكثر من 800 سنة، تقف مدينة شنقيط بتاريخها الحضاري المفعم بالعزة والإيمان والمخطوطات وقوافل الحج.
حظيت مدينة شنقيط بتأسيسين متباعدين في الزمان، فكان اولى صفحاتها مع الحياة خلال القرن الثاني الهجري في حدود 168 هجري، قريبا من سنة 777 ميلادية، ولعلها حملت يومها اسم آبير.
ثم أعادت مجموعات من العلماء وطلابهم تأسيسها من جديد سنة 660هجرية، حوالي 1260 ميلادية بفارق خمسة قرون عن زمان التأسيس الأول، وببعد ثلاثة كلمترات عن آبير القديمة التي اندرست تحت ركام متموج من كثبان الصحراء العاتية.
من بين التفسيرات العديدة يقدم، حيث كانت شنقيط العلم الأكثر ألقا ونضارة للموريتانيين، وهم يجوبون فجاج العالم، ويقدمون للمسلمين في المشرق والمغرب صورة "الإنسان الشنقيطي الموسوعة"
محراب شنقيط ..800 سنة من الصلوات والأذكار
يرى العلامة سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم أن مسجد شنقيط قد تأسس سنة 1400 ميلادية، أي قبل سبعة قرون، وهو ما يعني أن بناءه قد اكتمل بعد 140 سنة على الأكثر من تأسيس المدينة الصحراوية الأشهر والأكثر قداسة في تاريخ البلاد، وعند زوارها من المستشكفين.
وليس مسجد شنقيط ضخم المساحة، حيث يستع تقريبا لحدود 10 صفوف، فيما تتسع باحة المسجد لضعف ذلك العدد تقريبا.
ومن أبرز ما يميز المسجد، منارته ذات الطراز الفريد، والتي بنيت قاعدتها مع تأسيس المسجد، قبل أن تستكمل بعد مرور 200 سنة على إقامة أسسها الراسخة.
ويدور داخل المنارة سلم حجري ينتهي إلى سطحها، حيث كان المؤذنون يصعدون لمراقبة انشقاق الفجر، أو غروب الشمس
والمسجد مبني من الحجارة المقلمة من الجبال التي تبعد مسافة نسبية عن المدينة، وهو مسقوف بسعف النخل، ولعل أبرز ميزة له بأنه غير مفروش، وأن جماعاته تحافظ منذ تأسيسه على أداء الصلوات على الحصباء الناعمة، حيث تتخضب الأنوف والجباه بالحصى الشنقيطي خمس مرات في اليوم في مشهد يتكرر منذ مئات السنين
وتتوسط باحة المسجد صخرة، تستخدم مؤشرا لوقت الظهر والعصر منذ قرون، حيث تتعامد عليها أشعة الشمس، وبذلك يتم قياس دخول الوقت في عملية تقليدية تعرف عند الموريتانيين قديما "قدم الظل"
ويتوسط المسجد المدينة القديمة، حيث تحيط به البيوت الأثرية القديمة، والمكتبات التاريخية.
أئمة شنقيط ..سلسلة العلماء والأولياء
تظهر وثيقة كتبت نهاية القرن الهجري المنصرم أسماء بعض الأئمة الذين تعاقبوا على الجامع منذ تأسيسه إلى اليوم.
وأول هذه الأئمة هو العالم المشهور محمد قلي بن ابراهيم البكري
محمد بن محمد قلي
موسى بن محمد
ثم انتقلت بعد ذلك الإمامة طيلة خمسين سنة إلى علماء من مجموعة آل شمس الدين، قبل أن ينتقلوا إلى أطار إثر خلاف مع بعض سكان شنقيط لتعود الإمامة بعد ذلك إلى أحفاد محمد قلي، حيث استقلمها
تاج الدين ين محمد بن موسى
حبيب الله بن عبد الله
الوافي بن حبيب الله
حمبل بن حبيب الله
الشيخ سيد أحمد بن الوافي
إبراهيم بن حمبل
الإمام محمد بن إبراهيم
محمد بن الأمين المعروف بإمام الوطنية
الإمام محمد أحمد بن حنبل
محمد بن عبد الرحمن بن الوافي
الإمام سماكم بن الأمين
أحمد الملقب حبت
الإمام محمد بن أحمد
سيد أحمد بن الإمام محمد
الإمام عبد الرحمن بن الإمام سيدي محمد
محمد بن عبد الرحمن.
محمد بن عبدي بن الحسن
عبد الرحمن بن البخاري بن أحمد محمود الملقب دحان(بقي إماما لمدة 39 ونصف السنة). توفي سنة 1345هـ
محمد عبد الرحمن بن السبتي الملقب الطفيل
محمد عبد الله بن الغلام (الملقب حالله
محمد المختار بن الديدي
محمد عبد الرحيم بن السبتي المعروف بالدي
منَ بن محمد عبد الرحمن بن السبتي
سيد أحمد بن دحان
محمد الأمين بن الغلام
سيدأحمد بن السبتي
محمد الأمين بن محمد عبد الله(حالله) بن الغلام
العلامة يسلم بن البح الذي تنازل عن الإمامة بعد تقدمه في السن
أب ولد المد ولد احمد محمود حفظه الله وهو الإمام الحالي للمسجد
تلك إذا قصة محراب يسامق السماء، شاهد على ميراث من العلم، وصوادح من خير النداء اخترقت فجاج الزمان وشغاف الصحراء طيلة سبع قرون أو تزيد.
نقلا عن موقع الفكر