من المزارع .. محمد ولد الحمد يروي للمعدن الإخباري جانبا من معاناة مزارعي معدن العرفان

المعدن الإخباري ـ خلال زياراته الميدانية للاطلاع عن قرب على ما يعانيه المواطن من مشاكل، التقى موفد المعدن الإخباري بالسيد محمد ولد الحمد في واحة معدن العرفان، وهو يعمل بجد واجتهاد في مزرعته الجميلة، التي يسحر الزائر جمال اخضرارها، ويسليه أريجها الفياض، ويأسره مجامعه ما حوله من جمال الطبيعة، حيث الحدائق الغناء تلفها الكثبان الرملية ناصعة البياض في عدوة الوادي القصوى، تقابلها سلسلة جبلية داكنة السواد في عدوته الأخرى، والواحة خضراء وديعة بين العدوتين، كـأنها تنحني خاشعة في محراب المدينة الروحية الصادحة حناجر أهلها بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار.

قال السيد محمد ولد الحمد وهو يخيط خنشة من الأرز، إن المزارعين في واحة معدن العرفان يعانون من مشكلة ضعف الدعم الزراعي، بدءا بالمدخلات الزراعية، مرورا بالنقل وانتهاء بالتسويق، لافتا إلى أنهم فضلوا زراعة البذور غير المحسنة، نظرا لعدة اعتبارات، منها قصر فترة الإنتاج وسهولة الحصول على البذور، في ظل غلاء أسعار البذور المحسنة، وعجز المزارعين عن شرائها، مع أن الفرق بين البذور المحسنة وغير المحنسة، لا يتعلق بالقيمة الغذائية بقدر ما يكمن في المردودية وسعر البيع، حسب تعبيره.

وأوضح السيد محمد ولد الحمد أن البذور المحسنة، زيادة على غلاء أسعارها، تحتاج إلى فترة إنتاج أطول، الشيء الذي يتطلب تكاليف أكثر، في حين تباع منتجات هذه السلالات المحسنة بنفس سعر منتجات السلالات غير المحسنة، وهو أمر غير مشجع وغير محفز على التضحية، على حد تعبير هذا المزارع المثابر، الذي يبدو من حاله أنه مجبول ومرغم في آن على مزاولة الزراعة، حتى ولو كان على يقين أنها عملية غير مربحة.

وطالب السيد محمد ولد الحمد الجهات المعنية وذوي النوايا الحسنة بمد يد المساعدة لهؤلاء المزارعين الضعفاء، الصامدين في وجه التحديات، والذين استطاعوا إنتاج آلاف الأطنان من الخضروات الجيدة، رغم ضعف الإمكانيات، مع أن كمية الإنتاج آخذة في التراجع منذ سنوات تحت وطأة الجفاف وغياب الدعم المناسب.

جدير بالتذكير أن الوضعية العامة في آدرار، تتميز بالجفاف الحاد، الذي توالت سنواته على الولاية، مما أدى إلى انخفاض مستوى المياه وملوحتها في بعض الأماكن ونضوبها حتى في أماكن متعددة، الشيء الذي يجعل الإنتاج في هذه الظروف أمرا بالغ الصعوبة، ويحتاج إلى دعم ومؤازرة، من طرف الدولة ورجال الأعمال، خصوصا في الظرفية العالمية الراهنة، التي تفرض على الجميع التوجه إلى الاستثمار في الزراعة، حتى لا تحدث مجاعة لا قدر الله.

مواضيع ذات صلة