حزب تواصل ينطم مهرجانات في الداخل وينتقد أداء الحكومة

نظم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" يوم أمس السبت، مهرجانات في داخل البلاد، انتقد خلالها أداء الحكومة الموريتانية، واصفا أوضاع المواطنين بالمزرية رغم كل الوعود.

وقال رئيس حزب تواصل محمد محمود ولد سيدي خلال خطاب له مساء السبت من مدينة كيهيدي عاصمة ولاية كوركل إن حزبهم نبه النظام من موقعه المعارض على كل الاختلالات بكل السبل الديمقراطية من البيانات، والوثائق، والمهرجانات، والتصريحات، ولكنه لم ينتبه، واستمر في تطبيق سياسات ستكون نتائجها خطيرة على البلد.

وأكد ولد سيدي أن المواطنين فقدوا الثقة في الحكومات المتعاقبة، وفي كل ما تقدمه من وعود، وذلك بسبب الوضعية التي يعيشونها، ويعانون في ظلها من صعوبات في مختلف مجالات الحياة.

ومن جانبه قال الأمين التنفيذي المساعد لتنظيم الشمال الأستاذ إسلم ولد الدمين مساء أمس في أطار إن حزب تواصل أعطى الفرصة لكافة الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد، لكنه حين يتأكد من عدم جديتها في الإصلاح فإنه يرفع الصوت عاليا ضد الفساد وأهله، كما انتقد السيد إسلم الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية، معتبرا أن ارتفاعها بهذا الشكل يعتبر تحديا يصعب تحمله من طرف المواطنين.
وأشار المتحدث إلى أن النظام ورغم اقترابه من انتصاف مأموريته لم يحدث أي تغييرات جذرية، لافتا إلى أن الأوضاع تزداد صعوبة، والأمن ينهار في عدة أماكن، ومعتبرا أن تواصل لا يمكنه السكوت على ذلك.
ونبه الأستاذ إسلم ولد الدمين إلى أن الواجب الأخلاقي اتجاه المواطنين يفرض دق ناقوس الخطر، معتبرا أن الفرص التي منحت للنظام أشرفت على النهاية، وعليه أن يتحرك قبل فوات الأوان.

وبدوره قال الأستاذ  يحي ولد أبوبكر، نائب رئيس حزب تواصل إن الحلول الترقيعية التي يقوم بها النظام الحالي لم تعد تناسب الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطنون.
وأوضح خلال تجمع نظمه حزب تواصل  ليل السبت بمدينة أطار، أن المواطن فقد الأمل بسبب تصرفات النظام الحالي، وعجزه عن مواجهة الأزمات التي يعاني منها، معتبرا أن أي مجال من المجالات الحيوية يعيش حاليا وضعا كارثيا.
وأكد السيد يحي ولد أبوبكر خلال نفس المهرجان إن حوادث السير على أكبر الطرق التي تمثل شريان البلاد، وتلاعب الدولة بتنفيذ الأشغال على هذه الطرق الحيوية يؤكد حجم  الاستهتار بحياة المواطنين، معتبرا أنه في الوضع الحالي لا يوجد أي شيء يزرع الأمل في النفوس.
وتحدث ولد أبوبكر عن البطالة في صفوف الشباب، معتبرا أن تمكين الشباب من الحصول على وظائف يعتبر من أكبر التحديات التي تعاني منها البلاد، مؤكدا أن الغالبية الساحقة من حملة الشهادات عاطلين عن العمل وعاجزين عن توفير لقمة العيش، مستغربا وجود أجود أنواع التمور بمدينة أطار، في حين تقوم موريتانيا بتوريد التمور من عدة دول خارجية، وعدم وجود تنمية حقيقية في هذه المدينة، معبرا عن تضامنه من المواطنين في مواجهة هذه المآسي.

المتحدث نفسه قال إن المشاكل الكثيرة التي تعاني منها البلاد تجعل الشخص يحتار في اختيار البداية التي تناسبه، متحدثا عن ارتفاع الأسعار غير المسبوق الذي شمل مختلف أنواع المواد الغذائية، معتبرا أن كل ذلك يأتي في وقت تتوفر فيه البلاد على الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة.
وأشار الأستاذ يحي ولد أبوبكر، إلى أن موريتانيا من الدول التي تمتلك ثروة حيوانية هائلة، وتصدر قطعان المواشي خارج البلاد، ورغم ذلك ترتفع أسعار الألبان واللحوم بشكل غير مسبوق، ويعجز المواطن عن الحصول على حاجته الضرورية منها، مرجعا ذلك إلى تعاقب أنظمة تعتبر مصلحة المواطن في آخر الأولويات بالنسبة لها.
واستغرب ولد أبوبكر السعي إلى إغلاق جميع ملفات الفساد خلال العشرية الماضية وذلك بعد رفع المراقبة القضائية عن المتابعين فيها، باستثناء الرئيس السابق، قائلا رغم تهم الفساد الخطيرة فإننا لا نريد شخصنة الملف، بل نؤكد على ضرورة تطبيق العدالة على الجميع ومحاسبة كافة المفسدين.
ودعا ولد أبوبكر إلى التعامل بشفافية وعدالة مع ملفات الفساد، والتوقف عن تعيين المفسدين في الوظائف السامية داخل الدولة رغم أن ملفاتهم والتهم الموجهة إليهم معروفة لدى الجميع.