سعيا منه إلى إنارة الرأي العام حول المواضيع ذات الصلة بحياة المواطنين، وخاصة الواقع التنموي في مقاطعة أوجفت، أجرى المعدن الإخباري مقابلة حصرية مع الإطار سيد أحمد ولد صمب، ناشط في المجتمع المدني وقيادي في عدة جمعيات خيرية، فهو من الذين خبروا دروب العمل الخيري في داخل مقاطعة أوجفت وخارجها، نحاوره اليوم حول التنمية في أوجفت، الواقع والآفاق، وحول تجربته الشخصية في هذا المجال الذي لا يمكن تصور تنمية مستدامة بدونه، ألا وهو العمل الجمعوي وخاصة ما يتعلق منه بالعمل الخيري.
يرأس ضيفنا الكريم لجنة الأنشطة الميدانية لشبكة انواذيبو أولا، وعضو مجموعة أطر وشباب ولاية ادرار، وعضو المكتب التنفيذي لجمعية بسمة وأمل فرع انواذيبو، وعضو جمعية أيادي الخير والعطاء و عضو جمعية بصمات شبابية، وعضو جمعية الدواء الخيرية ونائب رئيس لجنة التفتيش والمراقبة لجمعية مقاطعة اوجفت للتنمية والثقافة والعمل الخيري، وعضو جمعية كتلة شباب أوجفت، شارك في عدة مبادرات خيرية أهلية، نذكر منها على سبيل المثال، مبادرة أوجفت من أجل البناء التي استطاعت جمع وتوزيع 34 مليون أوقية في مقاطعة أوجفت خلال الموجة الأولى من جائحة كوفيد19، مساهم أيضا في مبادرة انتيركنت الخيرية وكذلك مبادرة طريق التيزيكي لفك العزلة عن المداح.
المعدن الإخباري: السيد سيد أحمد نريد في البداية كلمة تعريفية بشخصكم الكريم؟
سيد أحمد ولد صمب: الإسم سيد أحمد ولد الداه ولد صمب، مولود في قرية تونكاد التابعة لبلدية أوجفت المركزية، مهتم بالعمل الخيري.
المعدن الإخباري: حبذا لو قدمتم للقارئ الكريم تجربتكم في مجال العمل الخيري؟
سيد أحمد ولد صمب: بدأت ممارسة العمل الخيري في سن مبكرة على المستوى المحلي، أي في قرية تونكاد، حيث قررت أنا ومجموعة من الإخوة معي القيام ببعض الأعمال التطوعية، وأطلقنا على أنفسنا إسم الجيل الصاعد، أتذكر أننا لما لاحظنا وجود حاجة ماسة للماء جمعنا مبلغا ماليا وقمنا بترميم عين للشرب.
بعد ذلك بدأت دائرة اهتمامي بالعمل الخيري تتسع خارج المحيط الضيق، لما ذهبت إلى نواذيبو، حيث بدأت مع مجموعة من الأصدقاء بنشاطات خيرية، من بينها جمع مبالغ مالية وتقسيمها على الضعفاء، بدأت بعد ذلك العمل الخيري في مقاطعة أوجفت من خلال جمعية أوجفت للتنمية والثقافة والعمل الخيري سنة 2018 رفقة مجموعة من الإخوة، كانت في الحقيقة تجربة فريدة من نوعها ولامست جميع ساكنة المقاطعة.
المعدن الإخباري: ما هي أهم المعوقات التي تعترض سبيل العمل التطوعي في المقاطعة؟
سيد أحمد ولد صمب: معوقات العمل الخيري في مقاطعة أوجفت كثيرة، منها مثلا قلة وعي المجتمع بأهمية العمل الجمعوي، كذلك من يمارسون العمل الجمعوي لا يعرفون معنى العمل الجمعوي، التجاذبات السياسية لها أيضا تأثير سلبي على مردودية العمل الخيري في المقاطعة، ويتجلى ذلك أساسا في عدم ثقة متبادلة بين أفراد الساكنة نتيجة للشحن السياسي.
المعدن الإخباري: هل عملكم التطوعي عام أم خاص بمنطقة بعينها من المقاطعة؟
سيد أحمد ولد صمب: نعمل من خلال ما نقوم به من عمل تطوعي، على المستويين العام والخاص، نشترك مع الإخوة في جمعية أوجفت للتنمية والثقافة والعمل الخيري (RODET) في العمل على المستوى المقاطعي، وفي نفس الوقت لدي عملي الخاص بوصفي رئيس جمعية تونكاد للثقافة والأعمال الخيرية، الخاص بقرية تونكاد، نعمل في الجمعيتين بصفة متوازية دون أن يؤثر ذلك على أدائي في كل منهما.
المعد الإخباري: بوصفكم ناشط في مجال العمل التطوعي على مستوى مقاطعة أوجفت، ما هو تقييمكم لواقعها التنموي وما هي أهم معوقات التنمية؟
سيد أحمد ولد صمب: لا يزال المستوى التنموي في مقاطعة أوجفت ضعيفا جدا، مقارنة بما ينبغي أن يكون، وما نصبو إلية كمهتمين بالتنمية، ونعتبر أنها حاليا في حاجة ماسة للفتة كريمة من أجل تغيير واقعها إلى الأفضل.
تعتبر أوجفت مقاطعة مترامية الأطراف، وتعاني من العزلة التامة، حيث لا توجد طرق معبدة تسهل التواصل بين بلدياتها وتسويق منتوجها، المزارع في مقاطعة أوجفت يعاني من هذه العزلة ومن نقص الأمطار وملوحة ما هو متوفر من مياه، ضف إلى ذلك عدم قدرة المزارع على التنويع الزراعي وضعف القدرة التنافسية وكذلك ضعف التسويق، نظرا لضعف البنى التحتية، ينبغي أن تقوم الدولة بدراسة عقلانية لهذا الواقع والعمل على تغييره.
المعد الإخباري: على ضوء ما ذكرتكم من اختلالات تنموية هيكلية مشهودة، ما هو الحل في نظركم؟
سيد أحمد ولد صمب: يتمثل الحل بالنسبة لي في فك العزلة، وتوفير المياه ودعم الزراعة، وكذلك تشييد أكبر عدد من السدود، لابد أيضا من حل مشكلتي التعليم والصحة، لا يمكن تصور تنمية بدون تسوية ما ذكرنا آنفا.
المعدن الإخباري: هل سبق وأن تم تجريب ما تفضلتم به من حلول، من طرفكم أو من غيركم؟
سيد أحمد ولد صمب: لم نجرب ما لدينا من أفكار ورؤى نظرا لضعف الوسائل المادية، لكننا على يقين من أن هذه الحلول معقولة وقابلة للتطبيق إذا ما وجدت الإرادة والوسائل لذلك.
المعدن الإخباري: هل تعملون على زرع ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، أم أنكم تكتفون بالقيام بما في استطاعتكم منه فقط؟
سيد أحمد ولد صمب: نعمل دائما على تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية العمل الخيري والتطوعي من أجل تنميته وتقوية لحمته الاجتماعية، لدينا في الوقت الراهن مثلا مشروع تسييج مقبرة تونكاد، ستوفر الجمعية السياج لكن العمل اليدوي سيكون هو مشاركة الساكنة في هذا العمل الخيري، هكذا نعمل بصفة تطبيقية على زرع ثقافة التطوع في المجتمع؟
المعدن الإخباري: ما هي أهدافكم المستقبلية؟
سيد أحمد ولد صمب: لدينا الكثير من الأهداف نطمح لتحقيقها مستقبلا، نريد لمقاطعتنا أن تكون متقدمة من حيث العمل الجمعوي الناضج، ومن الأهداف كذلك بث روح التآخي والتعاضد وترسيخها في المجتمع، كذلك نريد للمقاطعة أن تكون في الريادة، من حيث التعليم والصحة وكذلك خفض نسبة الفقر.
المعدن الإخباري: ما هي وسائلكم لتحقيق هذه الأهداف؟
سيد أحمد ولد صمب: أول وسائلنا هو الأمل والمثابرة وإيماننا أننا سننجح وأن الجميع سيكون معنا حتى نحقق أهدافنا معا.
المعدن الإخباري: هل من كلمة أخيرة؟
سيد أحمد ولد صمب: نشكر موقع المعدن الإخباري ومديره الناشر الأخ عالي ولد أعليوت على إتاحة هذه الفرصة من أجل تسليط الضوء على مشروعنا الخيري وتقديمه للمجتمع حتى يتأكد أننا في خدمته وأننا لا نريد منه أهدافا دنيوية ولا التعالي على الغير، وإنما نريد ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، هذا ما نسعى إليه ونحب الجميع ونريد الخير للجميع والسلام عليكم ورحمة الله.
المعدن الإخباري: شكرا لكم