❞ المساواة❝
يحتفل العالم في العاشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، ويمثل الإعلان أهم وثيقة حقوقية عززت مفهومي الكرامة وعدم التمييز، وما يرتبط بهما من قيم كالمساواة والعدالة وسيادة حكم القانون كما يعتبر الوثيقة الأوسع ترجمة وهو مُتاح بما يزيد عن 500 لغة.
الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان كل عام، يسهم في التذكير بأهمية احترام حقوق الإنسان، ويشحذ الهمم من أجل بناء عالم يعزز ويحترم ويحمي حقوق الإنسان.
الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، دعوة لدول وشعوب العالم بأن الإنسان أنى كان ينبغي أن يتمتع بكل حقوقه لا تحول دون تحقيقها جنسيته أو عرقه أو لونه أو دينه، وقد كرمه الخالق لمجرد إنسانيته، ففي الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان لابد من إبراز هذه المعاني، وهنالك وسائل وأدوات لها أثر كبير في تغيير المفاهيم الخاطئة بالإمكان توظيفها كالآداب والفنون المختلفة والدراما. ومن الأهداف الضرورية التي يجب ترسيخها ما جاء في ديباجة احتفالية هذا العام 2021 المساواة والحد من التفاوتات والدفع قدما بإعِمَال حقوق الإنسان إذ يسلّط الاحتفال هذا العام الضوء على: المساواة والمادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي نصها: "يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء"
إن معهد جنيف لحقوق الإنسان، إذ يشيد بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بالتدابير التي اتخذتها بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من أجل إعمال حقوق الإنسان، ومنع الانتهاكات، وفقاً لالتزامات هذه البلدان بموجب مصادقتها على المعاهدات الأساسية، فإنه يذكر أيضاً بأن حالة حقوق الإنسان بالمنطقة، ما تزال بحاجة إلى مجهودٍ أكبر، وإلى تعاون أوسع بين جميع الفاعلين في الجهات الحكومية وفي المؤسسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية، وفي الجامعات ومراكز البحث، ويناشد معهد جنيف لحقوق الإنسان في هذه المناسبة باحترام حقوق المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، الذين ظلوا يتعرضون للتضييق وللحملات التي تستهدف حياتهم.ن الخاصة، وللملاحقات القضائية، في بعض بلدان المنطقة.
معهد جنيف لحقوق الإنسان يهنئ شعوب العالم بهذا اليوم، ويؤكد على تمسكه بالسير قدما نحو تحقيق مبادئ حقوق الإنسان في أي شبر من بلاد العالم رغم العقبات والمتاريس التي يضعها بعض الجناة على حقوق الإنسان من تمييز عنصري أو نوعي أو تعصب ديني أو عرقي وغير ذلك. والمعهد إذ يحتفي بهذه المناسبة يرسل دعوته لكافة الشعوب والدول بأن تلتزم بحقوق الإنسان الأساسية كعدالة توزيع الفرص في العمل والتدريب، أو المشاركة في السلطة أو غيرها، فضلا عن منح الأجور بعدالة بين الذكور والإناث دون تمييز. ويناشد معهد جنيف لحقوق الإنسان الأسرة الدولية بأن توظف كل إمكانياتها من أجل ترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان التي ما زالت تتعرض للانتهاك هنا وهناك، ومعهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفي بهذه المناسبة يطالب بإلزام كل الدول بانتهاج ما جاء في وثائق حقوق الإنسان، ومعاقبة المعتدين عليها مهما كانوا، ومع ذلك يأمل المعهد أن يحتفل العالم في العام القادم وقد تحققت العدالة بحراسة القانون.
ويتطلع المعهد بمناسبة الذكرى التاسعة والستون لليوم العالمي لحقوق الإنسان، إلى احترام أوسع للقيم التي رسخها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واستلهمتها لاحقاً الاتفاقيات والبروتوكولات، والإعلانات الأخرى، ذات الصلة بحقوق الإنسان، إن إعمال حقوق الإنسان ليس ترفاً، بل هو أساس لبناء المجتمعات الديمقراطية، وأساس لتحقيق التنمية في جميع المجالات، وهو السبيل الأهم لمحاربة قوى التطرف العنيف.
ويأمل معهد جنيف لحقوق الإنسان، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في أن تبذل الحكومات وغيرها من الفاعلين في مجال حقوق الإنسان، جهداً أكبر في نشر الوعي بالقيم وبالحقوق الواردة في الإعلان العالمي وفي المعاهدات الدولية، من أجل تمكين الجميع من الاطلاع على قيم حقوق الإنسان، فاحترام وتعزيز وحماية حقوق الإنسان يبدأ بالوعي وبالإدراك العميق، وبتوافر الإرادة لدى الجميع.
جنيف 10 ديسمبر 2021م