المعدن الإخباري يستنهض الضمير الوطني حول البعد المعنوي للاستقلال الوطني

المعدن الإخباري- تعتبر ذكرى عيد الاستقلال الوطني مناسبة عزيزة في نفوس الموريتانيين، نظرا لما تعبر عنه هذه الذكرى من قيم وجدانية، وما لها من رمزية تجسد معنى الحرية ويعبر فيها المواطنون عن مشاعر الفخر والاعتزاز، من خلال استحضار ماضي النضال المجيد وحاضر الانعتاق والحرية التي ينعم بها الشعب، بعدما عاناه الآباء من تنكيل ونهب واستبداد على يد الغزاة الفرنسيين.

وتجسيدا لمشاعر الفرح في ذكرى الحرية والانعتاق، يتنافس الموريتانيون في إضفاء رونق جديد على الحياة العامة والخاصة، فتزدان المدن وتكتسي ثوب الفرح والسرور، حيث يرفرف العلم الوطني على جميع الإدارات والشوارع، ويرتدي المواطنون القميص والقبعة واللثام بلون العلم الوطني، وتجود القرائح نظما ونثرا بمكنون النفوس، للتعبير عن الغبطة والسرور والفخر والاعتزاز، تمجيدا وتعظيما لأبطال المقاومة الأشاوس، الذين سطروا بدمائهم الزكية تاريخا مجيدا، ها هي الأجيال ترفل في ظله الوارف.  

غير أن هذا الموروث المعنوي الكبير، يحتاج إلى الصيانة والمحافظة عليه من أن تذروه رياح العولمة العاتية، ولن يكون ذلك إلا بتربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن والتشبع بقيم الوطنية، وتفعيل القوانين الرادعة لمن يتطاول ويدوس على الرموز الوطنية.

يلاحظ المتجول في مدينة نواكشوط للأسف عدم اهتمام البعض بحدث ذكرى الاستقلال وإعطائه من الأهمية ما يستحق، من خلال تزيين المباني بالأعلام الوطنية على الأقل، وشراء بعض الأقمصة والقبعات للأطفال، نظرا لما لذلك من عميق التأثير على بناء روح الوطنية لديهم.

قال أحد المواطنين في اتصال هاتفي بالمعدن الإخباري إنه لا حظ شيئا من قلة الحماس لهذا الحدث العظيم، يرى هذا الموطن أن مرد ذلك قد يعود إلى الجهل بقيم ورموز الجمهورية، مشددا على أهمية تدريس التربية المدنية، ومراجعة مناهجها حتى تأخذ بعين الاعتبار البعد الوطني والقيمي الضروري لتكوين أجيال مؤمنة بالوطن، وقادرة على بناء حياة مشتركة، تنصهر فيها الرؤى تعزيزا للوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية، وينعم فيها الجميع بالحرية الجماعية والفردية، دون المساس بالمصلحة العامة.

وأضاف المواطن المذكور أنه لاحظ وجود مباني عمومية لا يرفع عليها العلم الوطني، لافتا إلى أنه يستغرب من ذلك، كما أشار إلى أنه لاحظ أيضا بعض السلوك المنافي للوطنية، من خلال التعامل غير اللائق مع العلم الوطني.