المعدن الإخباري ـ نظم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، يوم السبت 20 نوفنبر، في العاصمة نواكشوط، في مهرجانا تحت عنوان «ناقوس الخطر»، أعلن رئيس الحزب محمد محمود ولد سيدي خلاله أن ما حدث في مقاطعات اركيز وكوبني «يوشك أن يقع ما هو أخطر منه» ما لم تأخذ السلطات الأمور «بجدية».
يعد المهرجان الذي حضرته قيادات الحزب ذي الميول الإسلامية، هو الثاني من نوعه للحزب المعارض الأكثر تمثيلا في البرلمان، خلال الفترة المنصرمة من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي اعتمد نهج التهدئة مع المعارضة، وقال ولد سيدي إن تواصل بعد الانتخابات الرئاسية وحين هرع الكثير من السياسيين نحو النظام الجديد «قررنا التريث، لأننا لسنا في عجلة من أمرنا، فإذا كان النظام مصلحا سنلتحق به مجانا، وإذا كان دون ذلك نكون قد بقينا في مكاننا».
وأضاف: «تقدمت سنة ثم سنتان، ونحن الآن نتجه نحو الثالثة، ولم نشاهد ما يغير موقفنا» مذكرا بالمهرجان الذي نظمه حزب تواصل بعد مرور مائة يوم من حكم ولد الغزواني، تحت شعار «إصلاح لا يقبل التأجيل»، والوثيقة التي أصدرها بعد مرور سنة من حكم الرئيس تحت عنوان «نحو انتقال توافقي.. رؤيتنا للإصلاح»، قبل أن يضيف «لكننا لم نجد أي آذان صاغية».
ولد سيدي في خطابه أمام أنصار الحزب المعارض، قال إن الخطر محدق بموريتانيا من الداخل والخارج، وأوضح أن المهرجان يأتي بعد أن «شاهدنا الخطر على أولادنا، شاهدنا الجريمة تنخر في صفوف الشباب، وشاهدنا المخدرات، وأحسسنا بالخطر الحقيقي».
ووجه ولد سيدي انتقادات لتسيير التعليم والزراعة والتنمية الحيوانية، وتساءل «أين هي خطة مواجهة الجفاف» الذي سيضرب البلاد عام 2022، قبل أن يشبه النظام بأنه «سيارة تسير بدون مكابح، لا تدري وجهتها».
وأضاف في السياق ذاته: «شاهدنا المساس بالحريات والاعتقالات في اركيز والنعمة ونواكشوط ونواذيبو، وشاهدنا الناس تقتل في نواذيبو وازويرات ونواكشوط، والمجتمع لم يعد آمنا».
وأكد رئيس الحزب المعارض أن «انسداد الأفق السياسي وهشاشة الوضع الأمني وخطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، أمور إذا تواصلت فإننا نتجه نحو وضع يذكر بما حصل سابقا»، حين أحرقت مقرات الدولة في الشامي والطينطان وباسكنو وكوبني واركيز.
وأضاف: «من لم يفتح عينيه لمشاهدة هذه المؤشرات، توشك أن تتحرك مقاطعتان في نفس الوقت، أو ولايتان، ويفقد القدرة على التحكم في الوضع».
كما قال ولد سيدي إنه بدأ يشك في وجود إرادة جدية لتنظيم الحوار، مؤكدا أنه كان لديهم أمل في استقرار سياسي، لكن ذللك الأمل تلاشى، وأضاف "نعلن استعدادنا للحوار وتمسكنا به" قبل أن يتساءل: «أين هو الحوار الذي يواجه مشكلات موريتانيا الحقيقية ويحلها».