المعدن الإخباري ـ قال عمال الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، في رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية إنهم لاحظوا منذ فترة استهداف واحتلال البني التحتية لمحطات الرصد الجوي في بعض الولايات، مما يتنافى والنظم
الدولية المعمول بها لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمة الدولية للطيران المدني، وآخر هذه المحطات المستهدفة كانت محطة لعيون، التي تم إنشاؤها في اكتوبر سنة 1946 ومسجلة لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحت الرقم 61499.
وأكد عمال الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، في رسالتهم الموجهة إلى رئيس الجمهورية، أن المجلس الجهوي للحوض الغربي قام بتشييد مقر له داخل حوزة المحطة، ويحاول بشتى الوسائل إغلاقها وتدمير ما بها من بني تحتية، بحجة أن مقر المجلس لا يطل على الشارع الرسمي، ضاربا عرض الحائط بالاتفاق الذي ابرم معه بحضور السلطات الإدارية للولاية والذي من خلاله سمح له بتشييد مقره دون المساس ببقية المحطة.
وأشارت الرسالة إلى أن إحداثيات الموقع الحالي للمحطة مسجلة لدى الدوائر الرسمية ولدى الشركاء، وأنها تساهم حتى هذا اليوم في تحيين النماذج العددية و المناخية للمنظومة الدولية بمعطيات جوية و معلومات مناخية أساسية، كما أضافت الرسالة إيضا أن إغلاق هذه المحطة أو أي تفكير في تحويلها سيكون له نتائج كارثية علي التنمية المحلية للمنطقة وعلى الباحثين، وأنه علاوة على ذلك، سيشكل إخلالا بالتزامات الدولة الموريتانية اتجاه المنظومة الدولية المتابعة للتغيرات المناخية، نظرا لما تلعبه هذه المحطة من دور مهم منذ 75 سنة.
وناشد عمال الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، رئيس الجمهورية، أن يتدخل لوضع حد لهذا التجاوز والاستهداف الغير مبرر، لافتين انتباه الرئيس إلى خطورة إزالة محطة بمقاييس علمية دولية، وما سيكون لذلك من نتائج سلبية على المصلحة العامة.
وطالب العمال بتحسين ظروف الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية وتحسين ظروف عمالها حتى يتمكنوا من القيام بمهامهم على أحسن وجه "وتلك أكبر هدية نتركها للأجيال القادمة في عصر يتميز بتقلبية وتغيرات مناخية يجب التكيف معها".
وقد ذكرت الرسالة بالدور الهام الذي تلعبه مرافق الأرصاد الجوية للمساهمة في الحفاظ علي أرواح المواطنين و ممتلكاتهم من ناحية، وكذا المساهمة في جعل جميع الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية فعالة، وذات مردودية عالية من جهة أخري، كالنقل والزراعة والتنمية الحيوانية والبيئة و الصيد والصحة و السياحة و الأشغال العمومية....الخ. ، من خلال ما تقدمه الهيئة من إرشادات و نشرات يومية و عشرية و موسمية تمكن المواطنين والمؤسسات من الحد من الخسائر التي قد تنجم عن الظواهر الجوية، التي تكون أحيانا خطيرة والتي ازدادت وتيرتها في السنوات الأخيرة بفعل تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية، التي أضحت ظاهرة معاشة يجب التأقلم معها.
ولفت العمال من خلال هذه الرسالة، أنه لا سبيل إلى استمرار ما تقدم ذكره من خدمات أساسية، إلا بالتوكل علي الله أولا وبإعطاء عناية خاصة لمحطات الرصد الجوي على المستوي الوطني، تلك المحطات التي تراقب باستمرار وعلى مدار الساعة عناصر الطقس بفضل طواقم بشرية قدمت ومازالت تقدم الكثير من التضحيات رغم الظروف الصعبة التي تعيشها. الجوية.