بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام علي نبيه الكريم ، تحية طيبة و بعد فهذه الرسالة موجهة من طرف عمال الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
السيد فخامة رئيس الجمهورية،
إننا نحن عمال الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية لنثمن عاليا ما تحقق من برنامج تعهداتي في و قت وجيز و في منعطف تعرف فيه المنطقة و العالم بأسره جائحة COVID19 و مالها من انعكاسات سلبية علي مختلف نواحي الحياة.
السيد الرئيس،
لا يخفي عليكم الدور الهام الذي تلعبه مرافق الأرصاد الجوية للمساهمة في الحفاظ علي أرواح المواطنين و ممتلكاتهم من ناحية و كذا المساهمة في جعل جميع الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية فعالة و ذات مرودية عالية من جهة أخري، كالنقل و الزراعة والتنمية الحيوانية والبيئة و الصيد و الصحة و السياحة و الأشغال العمومية....الخ.
يتم ذالك من خلال ما تقدمه الهيئة من إرشادات و نشرات يومية و عشرية و موسمية تمكن المواطنين و المؤسسات من الحد من الخسائر التي قد تنجم عن الظواهر الجوية التى تكون أحيانا خطرة و التي ازدادت و تيرتها في السنوات الأخيرة بفعل تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية التي أضحت ظاهرة معاشة يجب التأقلم معها و لا سبيل لذالك إلا بالتوكل علي الله أولا و با عطاء عناية خاصة لمحطات الرصد الجوي علي المستوي الوطني تلك المحطات التي تراقب باستمرار و علي مدار الساعة عناصر الطقس بفضل طواقم بشرية قدمت و مازالت تقدم الكثير من التضحيات رغم الظروف الصعبة التى تعيشها كل ذالك من اجل توفير المعلومات الضرورية التى على أساسها يتم إتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب في مختلف مناحي الحياة بما فيها توفير الأمن للملاحة الجوية لمطاراتنا الداخلية و مطار ام التونسي الدولي.
هذه المعلومات تشكل أيضا رافدا لا غنى عنه فى إطار تبادل المعلومات للمساهمة في نفس الأهداف علي المستوي الإقليمي و الدولي تحت مظلة المنظمة العالمية للأرصاد
الجوية.
السيد الرئيس منذ فترة لاحظنا استهدافا و احتلالا للبني التحتية لمحطات الرصد الجوي في بعض الولايات مما يتنافي و النظم
الدولية المعمول بها لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية و المنظمة الدولية للطيران المدني، و أخر هذه المحطات المستهدفة كانت محطة
لعيون التي تم إنشاؤها في اكتوبر سنة 1946 و مسجلة لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحت الرقم 61499 وبإحداثيات موقعها الحالي تساهم هذه المحطة حتي هذا اليوم فى تحيين النماذج العددية و المناخية للمنظومة الدولية بمعطيات جوية و معلومات مناخية أساسية. اليوم قام المجلس الجهوي للحوض الغربي بتشييد مقر له داخل حوزة المحطة ويحاول بشتي الوسائل إغلاقها وتدمير ما بها من بني تحتية بحجة ان مقر المجلس لا يطل علي الشارع الرسمي ضاربا عرض الحائط بالا تفاق الذي ابرم معه بحضور السلطات الإدارية للولاية و الذي من خلاله سمح له بتشييد مقره دون المساس ببقية المحطة.
السيد فخامة رئيس الجمهورية، إن إغلاق هذه المحطة أو أي تفكير في تحويلها سيكون له نتائج كارثية علي التنمية المحلية للمنطقة و علي
الباحثين و أخطر من ذالك إخلالا بإلتزاماتنا تجاه المنظومة الدولية المتابعة للتغيرات المناخية لما تلعبه هذه المحطة من دور مهم منذ 75 سنة.
السيدفخامة رئيس الجمهورية، كما حاربتم الغبن و حققتم خطوات لا باس بها في زمن قياسي فأملنا كبير فيكم لكى يتم وضع حد لهذا التجاوز والاستهداف الغير مبرر فى زمننا اليوم .فإزالة محطة بمقاييس علمية دولية ستكون سابقة تاريخية خطيرة أردنا أن ننبه سيادتكم عليها.
ولا يفوتنا فى هذا المقام إلا أن نطالب بتحسين ظروف الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية وتحسين ظروف عمالها حتي يتمكنو من القيام بمهامهم علي أحسن وجه و تلك اكبر هدية نتركها للأجيال القادمة في عصر يتميز بتقلبية و تغيرات مناخية يجب التكيف معها.
عمال الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية