ﺳﻴﺪﺓ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ حبلى ، فاجأها ألم المخاض في ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺠﺮاً ، ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮًﺍ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ، فما ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ أﻥ طلبت ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﺭﻫﺎ العربي ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻐﻴﺮﺗﻪ ﻭﺣﻤﻴﺘﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ .
ﻟﺒﻰ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭأﺧﺬﻫﺎ ﻣﺴﺮﻋًﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ، ﻭحين كانت ﺗﺼﻴﺢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ الأﻟﻢ ، ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻛﻞ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻣﺨﺎﻃﺮًﺍ ﺑﺴﺤﺐ رخصة قيادته في ظل ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﻢ الصاﺭﻣﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ !
أﻭﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻭﺑﻘﻲ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ أﻥ ﻭﺿﻌﺖ ﻣﻮﻟﻮﺩﻫﺎ ﺑﺴﻼﻡ .
أطمئن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺭﺟﻊ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ، ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﺸﻜﺮه ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ الذي يدل على الشهامة .
ﺑﻌﺪ أﻳﺎﻡ ﺟأه إﺷﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺩﻓﻊ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯه إﺷﺎﺭة المرور ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ .
ﺫﻫﺐ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ لكنه قال للمسؤول : ﺳﻴﺪﻱ أﻧﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻹﺷﺎﺭة ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻣﺘﻌﻤﺪاً ﻟﻜﻲ أﻭﺻﻞ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ بسرعة ، ﻭﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﺪﻱ في دفع الغرامة ، ﻓﻘﺪ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ بالفعل ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﺮﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺮﻃﻲ ﻣﺮﻭﺭ ؟!
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ : ﺍﻟﻤﺮﺃة ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ التي كنت توصلها للمستشفى ﻫﻲ ﻣﻦ أبلغ ﻋﻨﻚ !
ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ أﺫﻧﻴﻪ !
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﺟﺎﺭﺗﻪ ليطمئن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﻟﻬﺎ ﻣﻮﻟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ اﻣﺘﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭﺳﺮﻭﺭﻫﺎ ﺑﻠﻔﺘﺘﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ فسأﻟﻬﺎ : أﻧﺖِ ﻣﻦ أﺑﻠﻐﺖِ ﻋﻨﻲ إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : أﺟﻞ .
ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ فعلت ذلك ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﺤﻦ ﺑﻠﺪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭنظام ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺟﺰأه ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭاﺑﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ، ﻭﺑﻐﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻧﺒﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷمة ﻭﺳﺘﺴﻮﺩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ، ﻭﺍﻟﻜﻞ سيفعل ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ ، ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻚ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻭأﻧﺎ ﺷﺎﻛﺮﺓ ﻓﻀﻠﻚ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻚ ، ﻟﻜﻦ أﻧﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻲ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ، أﺭﺟﻮﻙ أﻥ تتفهم ﻫﺬﺍ ﻭﺗﻘﺪﺭه !
ثم ناولته إﺷﻌﺎﺭاً يفيد بأنها ﻗﺪ ﺃودعت ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻓﻲ .
ﺧﺮﺝ من عندها ﻣﺘﺤﻴﺮًﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .