المعدن الإخباري- تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية خبر تفجير شاحنات جزائرية ومقتل سائقيها الثلاثة في المنطقة العازلة الشرقية على الجدار الرملي القائم بالصحراء الغربية، وزيادة على كونه يشكل حادثا مأساويا من الناحية الإنسانية، فإنه يثير مخاوف بأن يكون شرارة تُنذر بمواجهة جزائرية مغربية تتجاوز النطاق المحسوب لها لحد الآن.
وقع الحادث في فاتح نوفمبر، ورغم تضارب الرويات بشأنه يمكن رصد بعض المؤشرات مما رشح لحد الآن، فقد ذكر بيان الرئاسة الجزائرية أن الحادث وقع على الطريق الصحراوي بين ورقلة الجزائرية وشمال موريتانيا، وتحديدا على "الحدود بين موريتانيا والصحراء الغربية"، واتهمت الجزائر جارتها المغرب بقتل مواطنين جزائريين عبر قصف تم تنفيذه بوسائل عسكرية متطورة.
بينما نفت المغرب الرواية الجزائرية، حيث رفض مسؤول مغربي (لم يكشف عن هويته) في تصريحات منسوبة إليه، الاتهامات الموجهة للمغرب بقتل مواطنين جزائريين، لكنه لم ينف وقوع الحادث وأبدى استغرابه من "وجود جزائري" في منطقة عازلة ممنوعة على المدنيين والعسكريين.
أين وقع الحادث تحديدا وماهو مسار الشاحنات الجزائرية وما طبيعة حمولتها وكيف تمت عملية تفجيرها؟ أسئلة يمكن الإجابة عنها بدقة عن طريق الأمم المتحدة حيث ذكرت تقارير بأن بعثتها في الصحراء (مينورسو) تجري تحقيقات في موقع الحادث، وهو ما لم يصدر بشأنه لحد الآن تأكيد رسمي من بعثة مينورسو، ولاشك أن الحادث يشكل أول اختبار لرئيس البعثة الجديد، الروسي، ألكسندر ايفانكو، وللمبعوث الأممي الجديد، الإيطالي- السويدي، ستيفان دي ميستورا.
المؤشرات الأولية للحادث والمنطقة التي وقع فيها، تشير إلى وقوعه في منطقة بئر لحلو القريبة من الحدود مع موريتانيا، ولا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الجدار الرملي الذي أقامه المغرب في منتصف الثمانينات من القرن الماضي إثر حرب الصحراء (1976- 1977). وتصنف هذه المنطقة بحسب الاتفاق الموقع مع الأمم المتحدة في إطار القرار الأممي الخاص بوقف إطلاق النار (1991)، كمنطقة عازلة ممنوعة على المدنيين والعسكريين.
في غضون ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة المغرب والجزائر إلى الحوار لضمان تهدئة هذه التوترات» وقالت المتحدثة، باسم الأمم المتحدة في ردها على سؤال بهذا الخصوص، أن هذه الدعوة تمت «عبر عدة قنوات على مختلف المستويات».
كما أشارت إلى أنه يتعين التريث حتى يباشر المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ،ستافان دي ميستورا، عمله الميداني لتبيّن كيف يمكنه المساعدة على تحسين الوضع.