قال وزير الثقافة المختار ولد داهي إن الحكومة ماضية في تحديث البنية التحتية التعليمية والصحية والشبابية لكل المدن التاريخية وفك العزلة عنها، مضيفا: «نريدها جالبة ومستقطبة –من جديد- للساكنة؛ مثلما كانت تماما أيام قوافل الملح والحج والتجارة».
وأضاف متحدثا في افتتاح الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الدول العربية الذي انطلق أمس الاثنين بنواكشوط، أن قطاع الثقافة يعمل بجد على أن تكون النسخة المقبلة من مهرجان المدن القديمة في مدينة وادان «رافعة تنموية وموعدا ثقافيا وفنيا يذكره الذاكرون».
وجاء في خطاب الوزير: «لن نألو جهدا –ومن خلال استراتيجية واعية وفنيين مختصين- في ترميم ما يحتاج الترميم من تراثنا المادي، وصيانة ما يحتاج الصيانة منه، وتثمينه كله؛ بل وصيانة وتثمين تراثنا اللامادي أيضا».
وأشار الوزير إلى أنه «من خلال حملات بحثية أثرية سنتمكن بكل تأكيد من اكتشاف مزيد الآثار، ومن خلال فنيين محترفين سنتمكن -كذلك- من صيانة هذه الآثار، وعبر ترسانة قانونية هادفة سنحفظ هذا التراث من أي خطر يهدده».
كما أشار إلى خطة متكاملة لحفظ وصيانة وتأمين وحصر التراث الثقافي الموريتاني، سيتم تنفيذها بالتعاون مع قطاعات العدل والدفاع والداخلية والتعليم، بالإضافة إلى «تبادل الخبرات مع كل المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالثقافة والتراث».
ولفت وزير الثقافة إلى أنه لم يعد يخفى على أحد «ما يتربص بالآثار من مخاطر؛ فبالإضافة إلى المخاطر الطبيعية المألوفة؛ مثل التقادم وإشكالية الصيانة، والوعي بالأهمية التاريخية.. ثمة أيضا –وهو الأخطر- عصابات المتاجرة بالآثار، التي باتت تهدد تاريخ العالم وإرثه الحضاري»، مشيرا إلى أن «الآثار تعد الشاهد الحي الأصدق على العطاء الحضاري الإنساني، وعلى التراكم التاريخي للوجود البشري».