ناشط في المجتمع المدني وعمدة سابق يروي قصتي السماد وتآزر

المعدن الإخباري : قال العمدة السابق والناشط في المجتمع المدني محمد المختار ولد احمين أعمر أنه بينما هو يتصفح الأنترنت قبل أيام، طالع خبرا يفيد وجود تحركات وتعزيزات أمنية في مدينة روصو تحسبا لتحركات قد تقع، وفي صباح اليوم الموالي تبين أن الدولة كانت تتأهب لتحركات قد تقع من طرف المزارعين احتجاجا على تأخر الأسمدة، ولفت السيد محمد المختار إلى ان هؤلاء المزارعين لديهم زراعة الأرز الموسمية التي ترتبط بفترة زمنية محددة تحتاج فيها إلى الأسمدة، وبعد الكثير من المماطلات والمواعيد من طرف الوزارة، وتخوشا من فساد زراعتهم قرروا تنظيم مسيرة سلمية تعبيرا عن عدم رضاهم عن تأخر الأسمدة، بعدما نفد صبرهم، حسب محمد المختار.

 وأضاف السيد العمدة السابق محمد المختار أنه اطلع في نفس اليوم على خبر يفيد أن شحنة الأسمدة الموجهة لهؤلاء المزارعين محتجزة أو متعطلة في "كوكي الزمال" على حدودنا مع مالي، مما حدى به إلى اتخاذ مبادرة شخصية هو وصديق له يدعى حبيب الله ولد مصطافي، رجل من أهل بوتيلميت وصاحب وكالة نقل (حبيب للنقل)، وذهبا إلى كوكي الزمال، حيث تتواجد الشاحنات المحملة بالأسمدة، ومن فضل الله -يقول محمد المختار- أن "هذا الصديق تربطه علاقات وطيدة مع الماليين حكومة وشعبا ونقابات، ذهبت أنا وهو في سيارته الشخصية إلى كوكي على نفقتنا الخاصة، وعندما وصلنا عين المكان، وجدنا النقابات المالية لديها إضرابات على الحدود وترفض دخول السيارات المالية إلى موريتانيا، ويرفضون كذلك دخول السيارات الموريتانية إلى الأراضي المالية، وأصبح السائقون الموريتانيون لا يستطيعون الذهاب عن سياراتهم خوفا عليهم أن تطالهم نار غضب المتظاهرين، ومن ضمن السيارات الممنوعة من الدخول إلى أرض الوطن 31 شاحنة، تحمل حوالي 2000 طن من الأسمدة متوقفة منذ خمسة أيام"، ويتابع صاحب الرواية "أجرينا اتصالات بالوالي والحاكم وشرطة الحدود وكانت جهود الجميع متحدة، حتى تم حل هذه المشكلة، صديقي حبيب دخل إلى أرض مالي ودخل في مفاوضات مع النقابات المالية، وجاء بوفد منهم إلى كوبني وتم تنظيم اجتماع فيه تحت رئاسة الحاكم، ولم نبرح أنا وصديقي حبيب الله مصطفي المكان حتى حلت مشكلة ال 31 شاحنة ودخولها إلى أرض الوطن".

وأشار السيد محمد المختار إلى أن وزير الزراعة الذي يعتبر المسؤول الأول عن هذه القضية، كان يعطي المواعيد في نفس الوقت للمزارعين ويسقيهم "سقي الكمون" كما يقال، ولم يقل لهم أين يوجد السماد ولا لماذا يتعرقل، ولم يرسل بعثة لحل المشكلة، مردفا أن التجار الناقلين والمالكين لبعض الشاحنات كان بإمكانهم حل المشكلة لكنهم لم يفعلوا ذلك، مما "جعلنا نحن المواطنين العاديين نذهب إلى عين المكان من أجل أن نحل للدولة مشاكلها، حسب تعبيره.

أما فيما يتعلق بتآزر، فإن العمدة السابق محمد المختار أكد أن عمليات فساد وسوء تسيير كبيرة وقعت في هذه المؤسسة الكبيرة التي تعنى بمحاربة الظلم والتهميش والإقصاء، وقال إن الإطار الباشا رئيس مجموعة كفانا، الذي وصفه بأنه من خيرة الأطر ومن أكثرهم وطنية، لديه جميع المعلومات التي تثبت هذا التلاعب، وأوضح السيد محمد المختار أن تآزر كانت لديها 300 عاملا تم تسريحها دفعة واحدة، وهي من خيرة الموظفين المكونين، واستبدلت ب 300 أخرى جديدة وغير معروفة ولا تعرف مدينة نواكشوط، ملمحا إلى أن أغلبيتها من أسر ومن قبائل بعينها، وكلفت بالإشراف على عملية تآزر في نواكشوط الذي يحتضن أكبر جيوب الفقر(1500000 تقريبا) كما أضاف السيد محمد المختار كذلك أن جزءا من الغلاف المالي استحوذ عليه الأمين العام والمدير المالي، جعلوها "مشارية" على حد وصفه.

 هذا وقد شدد السيد العمدة السابق محمد المختار على أن الأخ الباشا بحوزته جميع الأدلة التي تثبت ما تم التصريح به، من لوائح العمال المسرحين، ولوائح العمال الجدد، والمبالغ المنهوبة وكذلك الانطلاقة الرسمية المزعومة للبرنامج الذي لم ينطلق بعد.