رسالة خطيرة ومستعجلة من عمدة أوجفت السابق محمد المختار ولد احمين أعمر إلى رئيس الجمهورية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السيد رئيس الجمهورية أوجه هذا النداء إلى سيادتكم من أجل مصلحة البلد، من أجل أمن واستقرار البلد، من أجل مصلحتكم كشخص وكرئيس للجمهورية ومن أجل التزاماتكم الانتخابية، أعتبر أن هذا حق لكم علي كأخ وكابن من أبناء مقاطعتكم وكإطار من أطرها وعمدة سابق أتقاسم معكم الكثير من العلاقات، أوجه لكم نداء بالتصرف فورا فيما سأقوله لكم، أنا أرسل لكم النصائح دائما، وأبلغكم بكل ما يصلني وأرى أنكم معنيين به، ولم أدخر جهدا في اطلاعكم على ما يفوتكم حسب ما أمتلك من الإمكانات والوسائل، هذا هو واجبي الوطني وهو واجبي اتجاهكم أنتم لأني كنت ولازلت أعتبركم أخا لي، لا أريد بهذا التودد ولا التقرب، وأكن لكم الكثير من التقدير والاحترام، وتربطني وإياكم الكثير من العلاقات الاجتماعية تجعلنا أهل مصادقة ومحبة.

 السيد الرئيس أقول لكم أن الحال لم يعد يطاق، أنا الذي لست موظفا في الدولة ولا أتقاضى منها راتبا ولا أتلقى منها الأوامر، بينما كنت أتصفح الأنترنت قبل أيام، طالعت خبرا يفيد وجود تحركات وتعزيزات أمنية في مدينة روصو تحسبا لتحركات قد تقع، وفي صباح اليوم الموالي وصلنا أن الدولة كانت تتأهب لتحركات قد تقع من طرف المزارعين احتجاجا على تأخر الأسمدة، وهؤلاء المزارعون لديهم زراعة الأرز الموسمية التي ترتبط بفترة زمنية محددة تفسد فيها إذا لم تجد الأسمدة، وبعد الكثير من المماطلات والمواعيد من طرف الوزارة، وتخوشا من فساد زراعتهم قرروا تنظيم مسيرة سلمية تعبيرا عن عدم رضاهم عن تأخر الأسمدة، بعدما نفد صبرهم، السيد الرئيس، وصلني خبر في نفس اليوم أن شحنة الأسمدة الموجهة لهؤلاء المزارعين محتجزة أو متعطلة في "كوكي الزمال" على حدودنا مع مالي، اتخذت مبادرة شخصية أنا وصديق لي يسمى حبيب الله ولد مصطافي، رجل من أهل بوتيلميت وصاحب وكالة نقل (حبيب للنقل)، وذهبنا إلى كوكي الزمال، حيث تتواجد الشاحنات المحملة بالأسمدة، من فضل الله أن هذا الصديق تربطه علاقات وطيدة مع الماليين حكومة وشعبا ونقابات، ذهبت أنا وهو في سيارته الشخصية إلى كوكي على نفقتنا الخاصة، وعندما وصلنا عين المكان السيد الرئيس، وجدنا النقابات المالية لديها إضرابات على الحدود وترفض دخول السيارات المالية إلى موريتانيا، ويرفضون كذلك دخول السيارات الموريتانية إلى الأراضي المالية، وأصبح السائقون الموريتانيون لا يستطيعون الذهاب عن سياراتهم خوفا عليهم أن تطالهم نار غضب المتظاهرين، ومن ضمن السيارات الممنوعة من الدخول إلى أرض الوطن 31 شاحنة، تحمل حوالي 2000 طن من الأسمدة متوقفة منذ خمسة أيام، السيد الرئيس أنا لا أكذب ولا أزايد هذه هي الحقيقة كما هي، وللتذكير فإن مدير الأمن كان في زيارة للحوضين تزامنا مع هذه الحادثة وأعطى تعليماته في الموضوع، أمضينا خمسة أيام هناك، أجرينا اتصالات بالوالي والحاكم وشرطة الحدود وكانت جهود الجميع متحدة، حتى تم حل هذه المشكلة، صديقي حبيب دخل إلى أرض مالي ودخل في مفاوضات مع النقابات المالية، وجاء بوفد منهم إلى كوبني وتم تنظيم اجتماع فيه تحت رئاسة الحاكم، ولم نبرح أنا وصديقي حبيب الله مصطفي المكان حتى حلت مشكلة ال 31 شاحنة ودخولها إلى أرض الوطن.

وزير الزراعة الذي يعتبر المسؤول الأول عن هذه القضية، يعطي المواعيد في نفس الوقت للمزارعين ويسقيهم "سقي الكمون" كما يقال، ولم يقل لهم أين يوجد السماد ولا لماذا يتعرقل، ولم يرسل بعثة لحل المشكلة، والتجار الناقلون والملاك لبعض الشاحنات كان بإمكانهم حل المشكلة لكنهم لم يفعلوا ذلك، مما جعلنا نحن المواطنين العاديين نذهب إلى عين المكان من أجل أن نحل للدولة مشاكلها، وعليه فإن هذا الوزير لم يقم بعلمه.

 السيد الرئيس بعد ذلك بأسبوع، فإذا بنا نحن بلاد شنقيط، بلاد المنارة والعلم، بلاد المعرفة، الفاتحين، نتفاجأ بظهور صبي أجنبي من ساحل العاج منحل أخلاقيا يرقص ويمثلنا في بلاد المشرق العربي، الذي يبلغ صيتنا فيها عنان السماء، هذا الصبي المنحرف خلقا وخلقا يحمل للأسف علمنا ويرتدي زينا ويمثلنا في هذا المحفل الدولي العظيم، هذا تقصير من الحكومة، مما يعني أن الحكومة لم تقم بعملها، وأنت السيد الرئيس ليس لديك الوقت لهذه التفاصيل، السيد الرئيس هنا يحدث فيه المنكر.

أما النداء الذي أوجه لك حاليا، يتعلق بتآزر، أريد منك أن تستدعي الإطار الباشا رئيس مجموعة كفانا، الذي يعتبر من خيرة أطرنا ومن أكثرهم وطنية، لديه جميع المعلومات، يقال أن تآزر، هذا المشروع الكبير الذي تركز عليه كثيرا، كانت لديه 300 عاملا تم تسريحها دفعة واحدة، وهي من خيرة الموظفين المكونين، واستبدلت ب 300 أخرى جديدة وغير معروفة ولا تعرف مدينة نواكشوط، يقال أن أغلبيتها من أسر ومن قبائل بعينها، وكلفت بالإشراف على عملية تآزر في نواكشوط الذي يحتضن أكبر جيوب الفقر(1500000 تقريبا) ويقال كذلك أن جزءا من الغلاف المالي أخذه الأمين العام، وأخذ المدير المالي جزءا آخر، جعلوها "مشارية" السيد الرئيس هذا الأخ لا يكذب سهر الليل كله لم يصل منزله إلا في حدود الثانية والنصف يحمل معه جميع الملفات، التي تثبت المبالغ التي أعطيت، ولوائح العمال المسرحين، ولوائح العمال الجدد، والانطلاقة الرسمية للبرنامج الذي لم ينطلق بعد.

السيد الرئيس الأمر يستوجب تحقيقا مستعجلا يوم الأحد أو يوم الإثنين، هذه تآزر والكاذب "إبعد اشهودو" كما يقال، الدكتور الباشا قال إنه يتمسك بالوثائق والأدلة، مما يعني أنه لا عذر بعد هذا، وأنا أكرر عليكم السيد الرئيس أن كثيرا من من معكم ليس صديقا لكم ولا للشعب ولا للوطن، هذا النوع من الأمور عندما يتواصل تكراره بالإضافة إلى ما ذكره الدكتور أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا، بالإضافة كذلك إلى أشياء أخرى عندي أنا لا أستطيع البوح بها في الوقت الراهن أو لم أجد الفرصة المناسبة لقولها، ولا يمكنني وضعها في يد الغير – ولعل يفهم من هذا أنني أريد لقاءكم لا أريد لقاءكم- لكنني بالتأكيد لدي شيء وأحس بشيء، لأني قليل ما قد يفوتني، كل هذه القضايا إذا لم تتم معالجتها، أعلم السيد الرئيس أنك ستفقد شعبك، وأن موريتانيا ستدخل متاهة بسبب المجاعة والظلم المستمر والنهب المستشري والفساد والوضع الذي لم يعد يطاق على العموم، والأسعار تعرفون حالتها وكذلك التعليم والصحة، ما دام الشعب مطيعا ومتفهما للأوضاع ومتحلي بمسؤوليات كبيرة من أجل الوطن، أطلب من سيادتكم السيد الرئيس أن تتحملوا مسؤولياتكم وتنظروا ما ذا ينبغي فعله وتبدأوا بالتفتيش في هذا الملف الخطير، لأن الأمر يتعلق بالفقراء والنساء الرميلات والأيتام، إذا كانت أمواله تقسم بين المسؤولين ويكذبون عليكم وتخدعون بظهور صوري، فهذه خيانة عظمى.

السيد الرئيس أسلم عليكم وأبلغكم هذه الرسالة وأريد من سيادتكم أن تتصرفوا فيها فورا، الأمر لا يتعلق بمعلومات استخباراتية، هذه رسالة أرسلها أنا إلى الجميع وأدلتها موجودة، يكفي استدعاء الدكتور الباشا سيعطيكم الأدلة الواضحة، نحن لا يمكننا فعل غير هذا، ونعتبر أننا أدينا فيه الواجب، والمعاملة مع الله ليست مع الخلق والسلام عليكم.

محمد المختار ولد احمين أعمر

عمدة أوجفت السابق