خلد أصحاب الشيخ في معدن العرفان ذكرى المولد النبوي الشريف مساء الإثنين الموافق 18/10/2021 أي ليلة الثلاثاء، وقد دأب أهل معدن العرفان على الحفاوة بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم كل سنة أسوة بالشيخ المؤسس للمدينة الروحية الشيخ محمد الأمين ولد سيدينا، الذي يعتبر أول من سن هذه السنة الحسنة في ولاية آدرار، إن لم يكن في موريتانيا عموما.
ويتبع أصحاب الشيخ في معدن العرفان أسلوبا خاصا بهم في إحياء ليلة ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يتوافدون من كل انحاء الوطن إلى معدن العرفان تلبية لنداء المحبة والتوق والشوق إلى مجالس الذكر والمذاكرة التي تمتلئ بها آفاق المدينة أيام المولد حفاوة وتعظيما لذكرى مولد من بعث رحمة للعالمين، سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
بدأت مسطرة احتفالية المولد كالعادة بكلمة افتتاحية لخليفة الطريقة التجانية في معدن العرفان الشيخ محمد ماحي ولد سيدينا، رحب من خلالها بضيوف سيد الوجود، الذين جاءوا إلى معدن العرفان تعظيما ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الشيخ محمد ماحي إن أصحاب الشيخ في مدينة معدن العرفان تعودوا منذ نشأتها على تخليد هذه الليلة العظيمة بقدر ومقدار المعظم الذي هو سيد الوجود صلى الله عليه وسلم، الذي لا يعلم قدره ومقداره إلا الله تبارك وتعالى، منوها بقدوم مئات المريدين والمحبين، من أجل إبراز قيمة هذه الذكرى الجليلة، والتي تحتل مكانة عظيمة في أرواح جميع المسلمين، وخاصة أصحاب الشيخ مريدي الشيخ محمد الأمين ولد سيدينا، الذين يبذلون الأنفس والنفائس كل عام من أجل إنجاح هذه الاحتفالية الروحية المخلدة لذكرى مولد سيد الوجود صلى الله عليه وسلم، وشدد الشيخ محمد ماحي على أهمية هذه المناسبة العظيمة، وما لها من دلالات حسية ومعنوية ينبغي أن نستلهم منها الدروس والعبر من أجل الإخلاص في العمل وزيادة الإيمان ، مذكرا ببعض شمائل الرحمة المهداة إلى كافة خلق الله سيد الوجود صلى الله عليه وسلم.
تلت الكلمة الافتتاحية كلمة في السيرة النبوية قدمها إمام الجامع السيد طه ولد سيدينا، تطرق من خلالها إلى السياق التاريخي للرسالة النبوية الشريفة، والظروف الحالكة التي عاشتها البشرية قبل الرسالة، ثم تطرق الإمام إلى أبرز محطات هذه السيرة العطرة، وما خلفته وأنتجته البعثة المحمدية من خير كثير لا تزال البشرية ترفل في ظله الوارف وتنهل من معينه الجارف إلى يوم الناس هذا، لتتوالى المداخلات المعبرة عن الفرح والسرور بهذه المناسبة العظيمة، والمنوهة بقدر ومقدار المعظم صلى الله عليه وسلم، الذي أجمع المتدخلون على توجيه عامة خلق الله إلى محبته والاقتداء به في الحس والمعنى، جراء امتثال أمره ونهيه، مؤكدين ومجمعين على أن الاقتداء بسيدي الوجود ومحبته الخالصة ضامنة للنجاح والفلاح في ظاهر أمور العبد وباطنها، بشرط الصدق في العبودية والقيام بحقوق الربوبية.
كما كانت للطبيب محمد ولد أبوه مداخلة توجيهية، نوه من خلالها بما تقوم به السلطات العمومية من محاربة جادة لفيروس كوفيد١٩، كما انتهز فرصة تواجد هذا الكم الكبير من الناس لتوجيههم إلى امتثال تعليمات الدولة بالتوجه إلى مراكز التلقيح من أجل أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا الفتاك، لافتا إلى أن الإمام الروحي محمد ماحي كان سباقا لأخذ اللقاح وينبغي للجميع الإقتداء به امتثالا وطاعة لإرشادات وتوجيهات أولي الامر.
كانت نهاية المداخلات بمثابة إشارة الانطلاق للذاكرين والمادحين، حيث باتت حناجرهم الشجية تصدح بذكر الله ومديح رسول الله، طوال هذه الليلة العظيمة، تسامرها جموع الحجيج السابحة أرواحهم في بحر سر ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، بعد العروج إلى سماء معانيها جراء فتق رتق لف جمالها، بدوام ذكر الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.