المعدن الإخباري ـ تشكل منتجعات "كبانو" بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو الوجهة المفضلة لآلاف المواطنين، ابتغاء الراحة والاستجمام.
وتتميز تلك المنتجعات الشاطئية الجميلة بموقعها الجغرافي الساحر، الذي يشهد حيوية كبيرة، خصوصا في موسم الصيف، حيث يقصده السياح الموريتانيون القادمون من الولايات الموريتانية الأخرى، وكذلك السياح المغاربة وغيرهم من الأجانب المقيمين والمجاورين.
غير أن هذه الشواطئ السياحية الجميلة، لا تزال تحتاج إلى الاستثمار في البنى التحتية، كي تكون لها مردودية اقتصادية، زيادة على القيمة المعنوية المتمثلة في توفير متنفس وفضاء سياحي جميل يلجأ إليه كل من أرقته ضغوط المشاغل اليومية وإكراهات الحياة، وجاء باحثا عن التمتع بمناظر خلابة وأجواء معتدلة ونسيم يشفي العليل ويزيح هم المهموم وغم المغموم لفرط جماله.
للتذكير فإن المنطقة الحرة شيدت مجموعة من الطرق المزودة بالإنارة، سهلت وصول وحركية رواد هذا الفضاء السياحي الجذاب،
لقد ساهم الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا بين الدول في توجيه الكثيرين إلى قضاء عطلهم في مدينة نواذيبو الساحلية الجميلة، لتبقى منتجعات "كبانو" خيارهم الوحيد والمفضل، والذي سيفرض عليهم العودة إليه في قابل الأعوام، حتى ولو عادت الحركة عبر العالم إلى طبيعتها ما قبل كورونا.
يختلف رواد منتجعات "كبانو" في اختبار الوقت المناسب لأخذ قسط من الراحة فيه بعيدا عن ضوضاء المدينة وجوها الصاخب، فمنهم من يفضل قضاء اليوم كله، ويلزمه استجلاب الخيام والزاد الكافي لمقامه، ومنهم من يختار المبيت والسمر على وقع هدير الأمواج، وهناك من يصطحب صنارته وطُعمها ليمارس هواية صيد السمك الطري، غير أن غالبية الرواد يفضلون ساعات المساء لاحتساء الشاي في جو مفتوح تُلطِّفه نسمات تحملها أمواج البحر المتلاطمة، ومنهم من يؤجر خياما للاحتماء بها من أشعة الشمس الحارقة، وهم يراقبون أبناءهم المنشغلون بالسباحة.
ففي ساعات المساء تزدحم الطرق المؤدية إلى "كبانو" بالسيارات، ليستمر المشهد إلى ما بعد غروب الشمس حيث تكون الحركة عكسية وكأن الجميع في سباق مع الظلام قبل أن يحول بينهم مع البيوت التي هجروها للاستجمام على الشاطئ الساحر.
تبقى شواطئ "كبانو" السياحية فاقدة للمردودية الاقتصادية وناقصة الظروف السياحية الملائمة، ما لم تحظ باستثمارات كبيرة تتناسب والمقدرات الاقتصادية التي حباها بها الله.