المعدن الإخباري : تهاطلت كميات من الأمطار ليلة البارحة على مدينة نواذيبو في حدود الثانية فجرا، وتواصلت لساعات مخلفة بركا ومستنقعات مائية بمستويات متفاوتة من العمق في أماكنة مختلفة من المدينة، شلت المياه المتجمعة في الشوارع الحركة في مركز المدينة وعزلت بعض الأحياء السكنية عن بعض.
لم تكن المدينة مهيأة لاستقبال الأمطار على ما يبدو، نظرا لمستوى الضرر الذي لحق بها بمجرد تساقطات مطرية متوسطة كهذه(31,4مم)، لم تقتصر أضرار الأمطار على ما ذكر آنفا، حيث عبثت بممتلكات وأغراض العديد من المنازل في أحياء متفرقة من المدينة، من خلال دخول المياه إلى وسط المنازل المتضررة والتي ارتفعت في بعض تلك المنازل لمستويات عميقة نسبيا.
وقد دخل المواطنون في معركة مع المياه، التي غزت بشكل مفاجئ وقوي دورهم بوسائل متواضعة، لم تصمد في حالات عديدة أمام قوة تدفق مياه الأمطار المصحوبة بالرياح، والتي استمر تهاطلها حتى صلاة الفجر.
هذا وقد فاقم من معاناة المدينة تجاه هذه الكمية من المطر غياب نظام للصرف الصحي، بالإضافة إلى نمط بناء الطرق الجديدة، التي اصبحت بمثابة احواض سباحة محكمة الإغلاق، بحكم محاصرة الشوارع الرئيسية بالأرصفة دون وجود قنوات او ثغرات لتصريف مياه الأمطار.
وبالنسبة للمنازل والدور السكنية، فإن المنازل الأكثر تضررا من مياه المطر، كان معظمها يتواجد في حيز منخفض أو مقابل منحدرات تساعد في تدفق المياه بأتجاهه بقوة.
كما شكلت المنحدرات العلوية على غرار منحدر ( شارع المليون ) ومنحدر (سوكوجيم ) وغيرهما أماكن ملائمة لإغراق الطرق المحاذية لها، بفعل أنزلاق المياه نحوها، وكذلك اكتساح الدور والمحلات المقابلة لها.
وأخيرا ونظرا لكون مدينة نواذيبو تتميز سابقا بندرة وضعف التساقطات المطرية، فإن معظم المنازل والمحال غير مكيفة مع التساقطات المطرية مما فاقم تلك المعاناة.