المعدن الإخباري : تتفرد ولاية آدرار بمناظر طبيعية فريدة من نوعها، تعكس عمق التنوع والثراء والتعدد في الموارد والمشارب الثقافية والحضارية لساكنة هذه الولاية ذات الإمتداد التاريخي العميق.
وتتميز ولاية آدرار بتاريخ مشرف، امتزجت فيه ثقافات كثيرة، تملكها سحر جمال هذه الأرض المعطاء، وتركت حضارة ضاربة في القدم والجمال، مازالت شواهدها قائمة، خلدتها المدن الأثرية، والتضاريس الجميلة بارتساماتها المتنوعة من هضاب وتلال ووديان آسرة وكثبان رملية عجيبة، تنطق بصفاء المودة، تعانقها ينابيع المياه الجارية في واحات النخيل المتناهية في مداءات الكون الفسيح، المنعش للذات المتعطشة للجمال في أبهى تجلياته وأشدها ولها بالطبيعية، التي يصاحبها الكرم والدين والمروءة كمرجعيات أخلاقية وقيم مجتمعية.
وتعتبر السياحة من أهم الموارد الاقتصادية لساكنة الولاية، لما تدره من فوائد مادية، وما تتيحه من فرص العمل، وما تحققه من انعاش اقتصادي، يمس مختلف أطياف المجتمع، بما في ذلك أصحاب النزل والفنادق والمطاعم ووكالات السفر السياحية والمنعشين والمرشدين السياحيين والجمالة والعاملين في مجال الصناعة التقليدية وأصحاب الحرف و سيارات الأجرة والمنشغلين بالفلكلور الشعبي وبالتراث المادي للشناقطة.
غير أن قطاع السياحة في الولاية شهد تراجعا كبيرا بسبب جائحة كورونا، حيث أن ولاية آدرار لم تستقبل هذه السنة سوى ثلاث رحلات جاءت عن طريق البر لبعض الشركات الخاصة، بالإضافة إلى ما يواجه أصلا من المعوقات، مثل عدم فاعلية التسويق السياحي، وتخلف خدمات السياحة المصرفية، والنقص الحاد في تكوبن المرشدين السياحيين وغياب دفتر الالتزامات لدى الموردين، الشيء الذي يجعل من الضروري توظيف التقنيات الحديثة وإعداد ونشر المعلومات السياحية و تأهيل الكادر البشري.
كما أن سنوات الجفاف التي توالت على الولاية، تركت أثرا بالغ التأثير على اقتصادها، حيث اختفت واحات كثيرة بأكملها، وتراجع منتوج الباقي من النخيل، مما أثر سلبا على السياحة المرتبطة بموسم "الكيطنة".
ويطالب أهل الولاية بدعم وتشجيع السياحة الداخلية وتقديم المساعدة للعاملين فيها عن طريق تنظيم رحلات سياحية للتعريف بالمواقع السياحية والأثرية في الولاية، مثل آزوكي، ووادان وشنقيط والمواقع السياحية، مثل (ترجيت) و( قلب الريشات) بوادان أو ما يعرف ب "عين الصحراء".