المعدن الإخباري : كان لظهور فيروس كوفيد19 المستجد في موريتانيا، انعكاس كبير على جميع مناحي الحياة، وزاد من حدة تأثيره تزايد الإصابات بهذا الفيروس، مما حدى بالسلطات إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية لمواجهة الجائحة، من بينها حظر التجمعات الذي دفع أفراد المجتمع، إلى إحداث تغييرات في نمط حياتهم، استجابة لهذا الوضع، الذي لم يعهدوه من قبل، طالت هذه التغييرات المستجدة طقوس وعادات الزواج، فهناك من حوّلها إلى فرصة إيجابية، أسقطت الكثير من التكاليف التي تفرضها عادات المجتمع، واستغلها لتحقيق أهداف كان عاجزاً عن تحقيقها في الظروف العادية. أبرز هؤلاء، هم شريحة الشباب ذوي الدخل المحدود، حيث لوحظ إقبالهم الكثيف على الزواج تزامنا مع تطبيق الإجراءات الحترازية من طرف الدولة، والقاضية بحظر التجمع وكذلك حظر التجول من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، ويقول كثيرون أن سبب الإقبال على الزواج في هذه الفترة، هو السعي لتخفيض المصاريف التي غالباً ما كانت تثقل كاهل غالبة أفراد المجتمع، نتيجة البذخ في الحفلات التي يحضرها الكثير من المدعوين والفضوليين.
لكن قرار منع التجمعات، بدّل هذا الواقع، فأصبحت مناسبة عقد القران لا تحتاج إلى دعوة حجم كبير من الناس، كما كانت هي العادة السائدة قبل كورونا، وعليه اقتصرت تكاليف العقد على ذبح شاة واحدة، بدل عشرات الرؤوس من الغنم مع نحر الإبل والبقر أحيانا، كما سقطت تكاليف أخرى باهظة، كانت تستنزف جيوب الجميع، وهي قاعات الاحتفالات، التي تؤجر من طرف أهل المتزوجة، بالإضافة إلى ما يقع في تلك القاعات من مظاهر البذخ وتبذير المال.
من الأوجه الإيجابية لجائحة كورونا أنها قضت على طقوس الزواج الموريتانية، التي تغيرت بسبب الإجراءات الإحترازية، حيث اختفى الكثير من إنفاق المال على الحفلات الصاخبة، والمنافية في بعض مظاهرها لتعاليم الدين، وتحوّلت مناسبة الزواج إلى حدث عادي لا يحضره إلا قلة من الناس، وينتهي في وقت قصير، وقبل حلول وقت الحظر عند الثامنة مساء.