مقابلة حصرية مع عمدة بلدية معدن العرفان السيد عمو ولد الدهاه

مساهمة منه في رفع مستوى التنمية في بلدية معدن العرفان، أجرى موقع المعدن الإخباري مقابلة حصرية مع عمدة البلدية السيد عمو ولد الدهاه، الذي نشكره باسم ساكنة البلدية على منحنا هذه الفرصة الثمينة لمحاورته حول واقع البلدية وتسليط الضوء على ما تعانيه من مشاكل, والحلول المقترحة والجهود المبذولة لحلها، وكذلك أهم الإنجازات التي تحققت في البلدية.  كما نشكره كذلك على الإستعداد ورحابة الصدر طيلة فترة المقابلة.

المعدن الإخباري : بعد مرور أكثر من نصف مأموريتكم، كيف تقيمون عمل البلدية وماهي أهم الإنجازات التي تحققت؟

العمدة ع د : بداية نشكر موقع المعدن الإخباري والقائمين عليه على الاهتمام بمصالح البلدية، وعلى إتاحة هذه الفرصة الثمينة للحديث عن واقع البلدية، أريد أن أوضح في البداية أن مجيئنا إلى البلدية تزامن مع ظهور جائحة كوفيد19، وكانت الظروف صعبة على العموم في الدولة، تقدمنا بالكثير من الطلبات لكن أكثرها لا يزال يراوح مكانه لم يلق التجاوب المطلوب.

من أهم الإنجازات التي تحققت في بداية هذه المأمورية هو بناء مستشفيين في البلدية, الأول في واحة امحيرث، والثاني في المعدن عاصمة البلدية، بالتعاون مع منظمة خيرية إسبانية، لدينا الكثير من التعهدات والمواعيد، من أهمها بناء إعداديتين، إحداهما في عاصمة البلدية والأخرى في واد امحيرث، وكذلك بناء مقر للحالة المدنية في عاصمة البلدية، نعتبر كذلك أنه من الإنجازات المهمة إعفاء ساكنة البلدية من الضرائب التي تشكل المصدر الرئيسي لتمويل البلديات، نظرا لظروفهم المادية الصعبة وضعف مداخيلهم.

المعدن الإخباري : ماهي أبرز المشاكل المطروحة لسكان المقاطعة بصفة عامة وبلدية المعدن بصفة خاصة ؟

العمدة ع د : من أبرز المشاكل المطروحة للمواطنين، مشكلة العزلة و مشكلة انخفاض منسوب المياه الجوفية، فقد تأثرت واحات كثيرة من البلدية بسبب انخفاض ونضوب المياه الناجم عن ضعف التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة، مثل واحة امحيرث، المعدن، تيمنيت و وكشض، هناك أيضا مشكلة الزراعة في واحة معدن العرفان عاصمة البلدية، التي لها منتوج كبير من الخضروات، كانت هي شغلنا الشاغل، غير أنه لا يمكن في نفس الوقت القول أنه تحقق شيئ ملموس في هذا الصدد، لكن ثمة تعهدات و مواعيد على أساس رسالة أرسلتها البلدية إلى الجهات المعنية.

المعدن الإخباري : كيف تقيمون تعاطي الحكومة مع مطالب العمد في المقاطعة ؟

العمدة ع د : فيما يخص تعاطي الحكومة مع العمد، لا يزال دون المستوى المطلوب، لم نلاحظ جديد في نمط التعاطي مع العمد، لدينا في بلدية معدن العرفان كارثة واحة امحيرث المهددة بالإنقراض بسبب العطش، هناك أيضا مشكلة الزراعة في المعدن إنتاجا و تسويقا، و كذلك مشكلة الطريق الرابط بين عاصمة البلدية و طريق أطار تجكجة، التي نطالب بتعبيدها منذ زمن، ولم يتحقق الطلب حتى الآن، رغم أن طول هذه الطريق لا يتجاوز 12 كم. لدينا الكثير من المواعيد والتعهدات التي لم تتحقق بعد، ولكن التوجه المعلن عنه من طرف الإدارة مطمئن على العموم.

المعدن الإخباري : ما هو حجم التمويلات الموجهة للبلدية من طرف الدولة ؟

العمدة ع د : التمويلات الموجهة للبلدية من طرف الدولة تكاد تكون معدومة، ولا ترقى إلى المستوى الذي يسمح بالإستثمار، هناك ميزانية ضعيفة ممولة من طرف الصندوق الجهوي للتنمية، 140000 أوقية جديدة منها موجهة للتجهيز وما يقارب ذلك أو أكثر قليلا موجه للتسيير، تخصم من هذه الميزانية 17% عند المصدر والباقي يستخدم عادة في ترميم أبواب المدارس ونوافذها، أما المبلغ الموجه للتسيير فيتوزع بين علاوات متواضعة للعمدة والعمدة المساعد، بالإضافة إلى رواتب عاملين، أما الباقي من ميزانية التسيير يتم توجيهه للضيافة.

المعدن الإخباري : هل لديكم شركاء في التنمية خارج غطاء الدولة ؟

العمدة ع د : لا ليس لدينا شركاء, نقوم أحيانا بالبحث ولكن لم نحصل  بعد على شركاء، نجد بعض الأحيان منظمة غير حكومية تقوم بتدخل بسيط لا أكثر من ذلك.

المعدن الإخباري: قامت مفوضة الأمن الغذائي بزيارة إلى مقاطعة أوجفت في الآونة الأخيرة، ما ذا تنتظرون من هذه الزيارة و ما هي أهم التعهدات ؟

العمدة ع د : كنا نعلق آمالا كبيرة على هذه الزيارة ولكن التضح في النهاية على أنها لا ترقى إلى مستوى الطموح، ذكرت المفوضة تقسيمات مجانية، و مشاريع صغيرة، لكن في النهاية تم تقسيمه رغم ضعفه دون علمنا، على كل حال استفادت البلدية استفادة ضعيفة، تمثلت في ثلاجة في رك فرعون و كمية من الكبيون في وكشضه، كما ذكر أنه تم تمويل متجر صغير في امحيرث لكن لم نعرف حتى الآن من هو المستفيد ولا أين الاستفادة، المحقق أن امحيرث لم يصله شيء، يبدو أن التقسيم جاء معلب من انواكشوط.

أما مشكلة أعلاف الحيوانات التي تم طرحها منذ ثلاثة أشهر وتعهد بها وزير التنمية وتعهدت بها المفوضة في زيارتها لم يجد المنمون لها حلا إلى حد الساعة.

المعدن الإخباري: يعاني المزارعون في معدن العرفان من مشكلة الدعم الزراعي و مشكلة التسويق، ما ذا قدمت البلدية لحل هذه المشكلة ؟

العمدة ع د: قضية المزارعين في المعدن هي شغلنا الشاغل، وقمنا بطرحها على الجهات المعنية، ونعيد طرحها دائما كلما أتيحت الفرصة، لكن لم نتوصل يعد إلى ما نصبو إليه.

على كل حال مشكلة الزراعة في المعدن مشكلة كبيرة ونحن لا نمتلك وسائل ذاتية لحلها، لا يمكن أن يحلها إلا الدولة، ونحن تقدمنا برسائل مهمة في الموضوع إلى الجهات المعنية، سواء تعلق الأمر بالطريق أو التسويق، ولكننا ما زلنا ننتظر الحل.

المعدن الإخباري: تتوفر بلدية معدن العرفان على مقدرات سياحية كبيرة، ما هو تصوركم للإستغلال الأمثل لهذه المقدرات ؟

العمدة ع د : السياحة متوقفة حكما منذ فترة، بسبب جائحة كورونا، ونحن في بلدية المعدن لم نستفد منها، رغم أنه لا يمكن لأي سائح أن يدخل مقاطعة أوجفت إلا عن طريق المعدن، إما أن يأتي عن طريق ترجيت، امحيرث، تيمنيت، المعدن أو الواد لبيظ (تيفجار)، ولكن بدون مردودية على البلدية، قمنا بمحاولة في هذا الصدد لكن الدولة لم توافق على ذلك، أعتقد أننا لازلنا نحتاج للمزيد من النظام و تفعيل اللامركزية، لا يزال الكثير من صلاحيات البلدية معطلا، لم يسمح لهم بممارستها بشكل كلي، لكننا تولدت لدينا آمال جديدة بعد لقاء رابطة العمد مع رئيس الجمهورية.

المعدن الإخباري: تعاني بعض واحات البلدية مثل واحة امحيرث من نقص حاد في المياه، والبعض الآخر مهدد بالعطش ما لم يتم تشييد الكثير من السدود في البلدية، هل سبق وأن طرحتم طلبات للسدود؟ و أين وصلت تلك الطلبات إن كانت قد طرحت ؟

العمدة ع د : واحة امحيرث و واحة فارس و واحة وكشضه يمكن إعتبارهم في حكم الزوال، إذا لم يوجد حل سريع ينتشل هذه الواحات من مصير الهلاك التي هي آئلة إليه, منذ سبع سنين ونحن نطالب بحل مشكلة العطش في امحيرث، لكن لم نجد آذان صاغية إلى حد الآن للأسف، هلك نصف النخيل في واحة امحيرث، و النصف الآخر يقترب من نفس المصير، الحال نفسه ينطبق على واحة فارس و واحة وكشض، بلغنا خبر الكارثة بصفة رسمية للإدارة، والتقينا وزير التنمية الريفية، وتمت مواكبة ذلك بحملة إعلامية واسعة لكن دون جدوى، ونخشى على الواحات التي لم تتضرر بعد أن تأول إلى نفس المصير نظرا لقلة الأمطار والإستغلال المفرط للمياه عن طريق الطاقة والمضخات، وكذلك الآبار الإرتوازية الصناعية، الكل ينذر ويهدد باستنزاف المياه الجوفية، مما يعني اختفاء واحات كثيرة  في البلدية.

المعدن الإخباري: توجد شبكات مياه في بعض البلدات التابعة للبلدية تم إنجازها مؤخرا, هل تم تنزيل هذه الشبكات أم أنها لا تزال على ذمة المقاول ؟

العمدة ع د : فعلا كانت ساكنة امحيرث في أشد الحاجة لتوفير مياه الشرب، وبذلنا جهود كبيرة حتى حصلنا على بئر وشبكة مياه، نبذل حاليا جهود مماثلة لحفر بئر في أكادير لتوفير ماء الشرب لمدينة الرحمة، تم كذلك بتوفيق من الله و بجهود الجميع تزويد عاصمة البلدية بالمياه الصالحة للشرب، كذلك وكشض الذي سيتم الحفر فيه في هذا الأسبوع تزامنا مع أكادير، ثمة أيضا جهود مبذولة لتحسين شبكة المياه في تيمنيت.

جوابا على سؤالكم، فيما يخص تنزيل شبكات المياه المنجزة، تم تنزيل شبكة امحيرث، فيما تزال شبكتي المعدن وتيمنيت في حكم مرحلة التنفيذ، لكن عمليا لا فرق بين هذه الشبكات والشبكة التابعة لشركة تسيير المياه في الريف الموجودة في امحيرث، حيث يتم تسييرها بشكل مماثل لما يحصل في المعدن وتيمنيت، فساكنة امحيرث بمجهوداتها الذاتية هي التي مولت الشبكة والخزان والطاقة.

شبكة المعدن وتيمنيت تسيران من طرف البلدية عن طريق مجموعات محلية، تدفع مساعدات للمشرفين والباقي يدخر لإصلاح أعطاب الشبكة.

المعدن الإخباري: أعتقد أن الدولة لديها برامج أو مشاريع لتوفير الكهرباء في الوسط الريفيي، هل استفادت بلدية المعدن من هذه البرامج ؟

العمدة ع د : لم تحصل استفادة للبلدية، حتى عاصمة المقاطعة لم يتم تزويدها بالكهرباء بالشكل المطلوب حتى الآن، كنا نطالب بتزويد بلديات أوجفت بالكهرباء مثلما اسفاد أطار وعين أهل الطايع والطواز و تيارت، لكن لم يتحقق شيئ من الطلبات الكثيرة التي تقدمنا بها، لا أعتقد أنه من الضروري إنشاء محطة كبيرة للكهرباء أو توفير طاقات شمسية بأعداد كبيرة.

أشكركم شكرا جزيلا وأرجو لنا ولكم التوفيق وللدولة, والمزيد من التجاوب والإستجابة لحل مشاكل المواطنين.