
ميناء نواكشوط المستقل المعروف باسم «ميناء الصداقة» (Port de l’Amitié) هو ميناء بحري صناعي وتجاري عميق المياه يقع جنوب العاصمة نواكشوط على ساحل المحيط الأطلسي في جمهورية موريتانيا، ويعد أحد أهم الموانئ البحرية في البلاد ويشكل عنصرا أساسيا في شبكات التبادل التجاري الوطنية والدولية.
يمثل قطاع الموانئ في موريتانيا نقطة جذب هامة للاستثمارات الأجنبية، ويشكل ميناء نواكشوط المستقل المعروف بميناء الصداقة أحد أهم الموانئ الوطنية، حيث يضطلع بدور أساسي في الاقتصاد الوطني وفي التبادلات التجارية للبلاد، والتي يمر أغلبها بالطرق البحرية، مما يجعله من أهم الفاعلين الصناعية والتجارية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية.
ويقدم قطاع الخدمات اللوجستية والموانئ والبنية التحتية الموريتاني فرصًا ملموسة ومقنعة للاستثمارات الدولية العامة والخاصة، بما فيها التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
المهام
ميناء نواكشوط المستقل المعروف بميناء الصداقة الذي أنشئ بموجب المرسوم رقم 87-253 بتاريخ 15 أكتوبر 1987، مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلالية المالية.
وهو يخضع للوصاية الفنية للوزير المكلف بشؤون الصيد والاقتصاد البحري للتأكد من مطابقة قراراته للسياسة القطاعية، ويخضع للوصاية المالية لوزير المالية للتأكد من سلامة قراراته ذات الصبغة المالية ومطابقتها للقوانين والنظم المعمول بها.
وتسند إلى ميناء نواكشوط المستقل المهام التالية:
ـ تنسيق جميع النشاطات المينائية؛
ـ تطوير الميناء بالتشاور مع الإدارات المعنية؛
ـ إنجاز الأشغال المتعلقة بتجهيز البنى التحتية المينائية وتهيئتها وتوسيعها، فضلا عن استصلاح المناطق الصناعية والمينائية؛
ـ تسيير التجهيزات والمنشآت الموضوعة تحت عهدته؛
ـ مراقبة التلاؤم ما بين الخدمات المقدمة والتعرفة المقابلة لذلك؛
ـ الإشراف على الأعمال بما فيها أشغال التجريف؛
ـ تنسيق جميع الأعمال الصناعية والتجارية المقام بها في حيّز الميناء وبالأخص التخزين، ورسوّ السفن، وتحويل الشحنات من سفينة إلى أخرى، والمناولة، وجر السفن، وإرشاد السفن وتوجيهها وقيادتها، وإجراءات العبور وتموين السفن؛
ـ التنسيق العام لكافة الإدارات والهيئات التي تشارك في تسيير الميناء أو تستفيد من خدماته؛
ـ حماية البيئة المينائية؛
ـ ترقية النشاطات الثقافية والرياضية؛
ـ دعم أنشطة التنمية المستدامة محليا على الصعيد الثقافي والاجتماعي في المقاطعات المتاخمة للميناء.
ويعرض الميناء برنامجه الاستثماري ومقتنياته من التجهيزات على الوصايتيْن الفنية والمالية في إطار ميزانيته السنوية التي يصادق عليها مجلس إدارته.
كما يتكفل الميناء بتسيير خدمات أخرى مثل الطرق وغيرها من الشبكات، ووضع إشارات المرور والإضاءات لتوجيه السفن وكل ما يساعد على الملاحة في المجال التابع للميناء ومداخله، وكذلك خدمات إطفاء الحرائق، علاوة على ما يطلبه عند الحاجة من خدمات من خارج محيط الميناء.
التطور التاريخي والمقدّرات
ميناء نواكشوط المستقل المعروف بميناء الصداقة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري أنشئت بموجب المرسوم رقم 87-253 بتاريخ 15 أكتوبر 1987.
ورغم أن المناولة قد تمت خوصصتها سنة 1990 فقد بقيت مرفقا عموميا يلتزم بخدمته خصوصيون يتوفرون على معدات مناسبة وفعالة تضمن التعامل مع البواخر في أفضل الظروف من حيث الأمان، والسرعة، والكلفة.
وقد تم اتخاذ إجراءات لحماية الشاطئ في إطار صفقة التوسعة. ويتعلق الأمر ببناء سنبلة على شكل T لاستعادة تشكّل رمال الشاطئ، وتمديد حاجز الحماية بخمسة كيلومترات لصد تسرّب مياه البحر إلى الأراضي الخلفية.
وبما أن الميناء يشكل عصب الحياة الاقتصادية فقد شهدت حركته تصاعدا مطّردا منذ انطلاق نشاطه سنة 1986، فارتفعت من أقل من 400.000 طن سنة 1987 إلى 814 675 3 طن سنة 2016 بوتيرة تزيد في المتوسط على +9.52% سنويا.
أما النقل بالحاويات فقد ارتفع من 56.448 حاوية تساوي عشرين قدما سنة 1988 إلى ما يقارب 413 134 حاوية تساوي عشرين قدما سنة 2016.
مواكبة التنمية الاقتصادية للبلاد
سعيا إلى مواكبة التنمية الاقتصادية للبلاد واستباقا للحاجات في مجال البنى التحتية المينائية، اكتملت يوم 30 يونيو 2014 أشغال توسعة منشآت الرسوّ التي وضع حجرها الأساس الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يوم 25 سبتمبر 2009. وتم تدشين مراكز الرصيف الجديدة يوم 3 أغسطس 2014.
وبذلك أصبح ميناء نواكشوط يتوفر على ثلاثة مراكز للرصيف على الشاطئ المجرّف بعمق -12 م يمكنها استقبال بواخر حاملة للحاويات من الجيل الثالث وصهاريج تتراوح حمولتها ما بين 35.000 و 40.000 قدم مكعب (الحمولة الثقيلة) ورصيف عائم للبواخر ذات الحمولة الثقيلة التي تقل عن 10.000 قدم مكعب، مما يرفع عدد المراكز إلى 7 بدلا من 3 سابقا.
وفي نفس السياق دائما، اكتملت الدراسات الخاصة بإقامة رصيف للحاويات على المدى المتوسط.
ضمان استمرارية استغلال المنشآت التاريخية
لضمان الاستمرار في استغلال المنشآت التاريخية (مراكز الرصيف 1، و2، و3)، تم إنجاز أشغال هامة لترميم وتحديث حماية أساساتها وقواعدها بالأعمدة الفولاذية وبالإسمنت المسلح، بتمويل ذاتي سنتي 2011 و2013.
كما اكتملت أشغال بناء حاجز حماية المداخل المائية وحوض الميناء من ترسّب الرمال وكذا الشأن بالنسبة لأعمال التجريف.
تحسين الخدمات المقدمة للبواخر وتعزيز سلامة وأمان المنشآت المينائية
سعيا إلى تحسين الخدمات المقدمة للبواخر وتعزيز سلامة وأمان المنشآت المينائية، تم بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني (نوفمبر 2010) القيام بتشغيل قوارب للإرشاد وإطلاق نظام لمراقبة الدخول بالكاميرا، كما تم سنة 2015 اقتناء قاطرة لجر السفن بطاقة 3300 حصان، وكل ذلك على نفقة الميناء.
وحصلت إنجازات أخرى نذكر منها عصرنة وتعزيز القدرة على معالجة المعلومات المينائية بتمويل ذاتي كذلك، وتم استكمال هذا النظام سنة 2011.
ومن المقرر أيضا في إطار الاستراتيجية المتبعة في تنويع الخدمات وتحسين سلامة الملاحة في مياه الميناء، استغلال الخدمة الخاصة بمرور السفن في القريب العاجل.
وتجدر الإشارة إلى أن ميناء نواكشوط قد استأنف غالبية العمليات المتعلقة بنقل مواد الإسمنت المسلح التي كانت في الماضي تتجنب العبور من خلاله. وفي هذا الصدد، يسعى الميناء إلى الرفع من تنافسيته ليكون أكثر جاذبية من الموانئ التي يحتمل أن تنافسه.
وفي النصف الأول من سنة 2016، اتخذت تدابير لتحسين الخدمات المقدمة للفاعلين المينائيين. فتم تسريع عمليات المناولة إلى حد كبير، وتقلص بالتالي زمن رسو السفن لا سيما حاملات الحاويات. ومن تلك التدابير:
ـ تنظيم الممرات وإخلاؤها من كل ما يعرقل سبل الحركة؛
ـ إلغاء وزن الحاويات الذي لم يعد يُلجأ إليه إلا لِمامًا عندما تقتضيه مراقبة مؤقتة.
وفي ظل هذه المهمة المزدوجة المتمثلة في تدعيم أساسات الميناء وفتح آفاق مستقبلية، جرى إطلاق المشاريع التالية:
ـ مشروع الرصيف البترولي المتخصص؛
ـ استحداث مديرية مكلفة بمراقبة الجودة؛
ـ إنشاء منطقة لتحويل المواد من وعاء إلى آخر؛
ـ إنشاء محطة طرقية مينائية.
وتم كذلك افتتاح ممثلية لتطوير التبادل مع جمهورية مالي.
تقرير المعدن الإخباري
.jpg)
.gif)


.jpg)