اثر اسهامي بمداخلة في ندوة حول التغيير المجتمعي اوردت عبارة او مفهوما يبدو أنه غير متداول في أيامنا واغلب شبابنا لا يعرفه وهو عبارة اومفهوم "اجرار" وقد علق الكثيرون عليه ووصلتني أسئلة كثيرة عن معناه ودلالته.
يعني " اجرار" ان الشاة او البقرة لما تاكل ثمار بعض الأشجار تقوم بتخزينها ثم بعد ذلك تمضغها وأثناء المضغ يسيل من فمها لعاب ورغوة تغطي فمها، فهذه الرغوة المصحوبة بنواة الثمار واللعاب هو اجرار ومفرده "الجرة"وجمعها "اجرار"
وينطبق معني اجرار كذلك علي اللعاب الذي يسيل من افواه الأطفال صغار السن أثناء نومهم وعندما يستيقظون يؤمرون بغسل افواههم وتنظيفها من اجرار.
اما تنزيل هذا المفهوم في الواقع الاجتماعي هو ان الزعماء والقادة التقليديين كانو يلعبون الي جانب غيرهم من الفيئات الاجتماعية الاخري أدوار كثيرة غايتها تلبية احتياجات المجموعات التي يراسونها وخاصة ضعافها.
ويتمثل ذلك كما اشرنا في( لمنايح والرفك والكيمار والبواه والولاي يوم ارحيل ... الخ) لكنني لاحظت أثناء المداخلة في الوضع الحالي ان ما قام به السلف من ( اشيوخ ولشياخ وغيرهم من حملة هم المجتمع) والمحفوظ في الذاكرة من خلال "لغن واتهيدين"لم يضطلع به الخلف الا من رحم ربك.
فعلي الرغم من اختلاف السياقات التاريخية لايقوم اغلب الخلف باي دور لمساعدة ضعاف ومهمشي الفيئات الاخري وينصرف اهتمامه بغير حق الي ان تكرس له الدولة امتيازات باسم اسلافه والمكانة التي ضحوا من أجلها بتحمل المسؤولية.
فيريدون ان يعطوا ما لم يستحقوه والذي في اغلب الاحيان يكرسونه لاشكال جديدة لاستغلال الفيئات الاخري سياسيا واجتماعيا.
حبذا لو انفقوا جزءا مما يتحصلوا عليه في مشاريع خدمية لمصلحة السكان في القري والارياف الجاثمين عليها باسم التمثيل الصوري.
فلن يتاتي لهم ذلك لانه لم يتبقى شيء مما يملكون عن شراء السيارات الفارهة للاولاد والبنات و الشقق في المغرب واسبانيا.
ان غياب اي وعي اجتماعي لدي هؤلاء الذين هم حقا اجرار اسلافهم هو مايبرر من بين اسباب اخري التوجه الي ارساء قيم المواطنة وحدها الكفيلة باشاعة العدل والمساواة بين كل افراد المجموعة الوطنية في ظل دولة القانون.