"بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على النبي الكريم
سعادة السيد عبد الله علي اليحيا، وزير خارجية دولة الكويت،
سعادة السيد، سراج الدين مهر الدين، وزير خارجية جمهورية طاجيكستان،
السيد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف.
السادة والسيدات
اسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر لحكومتَيْ دولة الكويت وجمهورية طاجيكستان ولمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على تنظيم هذا المؤتمر الهام، وعلى دعوة بلادي إليه، وأن أخص دولة الكويت، أميراً وحكومةً وشعبا ً، بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على حُسن الضيافة، وعلى العناية الخاصة التي توليها لبلادي (الجمهورية الإسلامية الموريتانية).
السادة والسيدات
يتميز الوضع الدولي بصراعات جيوسياسية عميقة أخذت أبعادا غير تقليدية، تمثلت في الحرب الهجينة التي تجسدتْ في الهجمات السيبرانية ذات الأبعاد المتعددة .
وقد توسّع هذا الصراع ليشمل فضاء الساحل والصحراء، الذي نحن جزء منه، و الذي يشكّل منذ عقود، إحدى أخطر ِبُؤرِ الأزمات التي تختزل معظم مظاهر التهديدات العالمية من أزمة حكامة وهشاشةٍ ونزاعاتٍ مسلحة، وتمدُّدٍ للإرهاب والجريمة المنظمة، وما ينجُم عنه من تدفّق للمهاجرين واللاجئين وتدميرٍ للبُنى الاقتصادية.
وفي ظل هذه اللوحة المقلقة شكّلت الجمهورية الإسلامية الموريتانية استثناءً في المنطقة عبْر تبنّي مقاربةٍ متعددةِ الأبعاد: ناعمةٍ وصُلبةٍ، تعتمد على ثنائية الأمنِ والتنمية، حيث قامتْ بوضع خُطّةٍ تنمويةٍ لمكافحة الفقر والهشاشة ودمْج الشباب، عبر نشاطات مُدرّةٍ للدخْل و بالتكفّل بالأسَر ذات الدخْل المحدود.
كما تمتْ تنقيةُ المناهج التعليمية من الخطاب العنيف،و تنظيمُ حوارات فكرية مع مجموعات الشباب التي تبنتْ الفكر المتطرف ، بغية إقناعهم بالتخلى عن النزَعات المتطرفة، التي دفعتهم للانخراط في تنظيمات إرهابية ،و قد أفضتْ هذه الحوارات لمراجعتهم للعديد من مفاهيمهم الخاطئة، و على إثر ذلك، أُفْرجَ عن المحبوسين منهم على ذمة التحقيق ، وتم دمجهم في الحياة النشطة، مماساهم كثيرا في تجفيف منابع الإرهاب.
كما تقوم بلادي باستقبال مئات الآلاف من النازحين والمهجّرين الماليين، والتكفل بهم في وئامٍ تام مع مضيّفيهم من المواطنين.
السادة والسيدات
من الناحية الصُّلبة تم وضع خُطة لمراقبة الحدود وتسيير الهجرة عبر نظام بيومتري مميَّز، كما تم إعدادُ قواتِنا المسلحة وقواتِ أمننا وتأهيلُها لمواجهة الحرب غير النمطية، التي تنتهجها المجموعات الإرهابية عبْر إجراءاتٍ وقائيةٍ، مكّنتْ من استباقِ التهديداتِ وتحصين البلاد، حيث لم تسجل منذ 2011 ـ ولله الحمد ـ أية عملية إرهابية ضد بلادنا.
كما تُكثّف بلادنا من جهودها في مجال تعزيز التعاون مع الشركاء الاقليميِّين والدوليين عبْر عدة هيئات إقليميةٍ وقارّية، مكنتْنا من تبادُل الخبرات والمعلومات وتوحيد الجهود.
السادة والسيدات
لتثبيت هذه المكاسب ومواجهة التحديات المتصاعدة، تقوم بلادي بكافة المتطلبات من تقييمٍ وتحيينٍ لمقاربتها كي تظل قادرة على الحفاظ على جو الأمن والاستقرار الذي تنعَم به.
أشكر لكم حسن الإصْغاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته